محمدالعابد نائب المدير
عدد المساهمات : 658 نقاط : 5799 تاريخ التسجيل : 17/11/2011 العمر : 69 الموقع : http://alyaseen770.ahlamontada.org/
| موضوع: الصحابي الجليل ابو ذر الغفاري - رضى الله عنه الأربعاء يناير 30, 2013 12:37 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ابو ذر الغفاري - رضى الله عنه هو جندب بن جنادة من غفار ، قبيلة لهاباع طويل في قطع الطريق ، فأهلها مضرب الأمثال في السطو غير المشروع ، انهم حلفاء الليل ، والويل لمن يقع في أيدي أحد من غفار ولكن شاءالمولى أن ينير لهذه القبيلة دربها بدأ من أبي ذر -رضي الله عنه- ، فهو ذوبصيرة ، و ممن يتألهون في الجاهلية ويتمردون على عبادة الأصنام ، ويذهبونالى الايمان باله خالق عظيم ، فما أن سمع عن الدين الجديد حتى شد الرحال الىمكة
اسلامه ودخل أبو ذر -رضي الله عنه- مكة متنكرا، يتسمع الى أخبار أهلها والدين الجديد ، حتى وجد الرسول -صلى الله عليهوسلم- في صباح أحد الأيام جالسا ، فاقترب منه وقال نعمت صباحا يا أخا العرب ) فأجاب الرسول وعليك السلام يا أخاه ) قال أبوذر أنشدني مما تقول ) فأجابالرسول ما هو بشعر فأنشدك ، ولكنه قرآن كريم ) قال أبوذر اقرأ علي ) فقرأعليه وهو يصغي، ولم يمض غير وقت قليل حتى هتف أبو ذر أشهد أن لا اله الا الله ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ) وسأله النبي -صلى الله عليه وسلم- ممنأنت يا أخا العرب ) فأجابه أبوذر من غفار ) وتألقت ابتسامة واسعة على فم الرسول - صلى الله عليه وسلم- ، واكتسى وجهه بالدهشة والعجب ، وضحك أبو ذر فهويعرف سر العجب في وجه الرسول الكريم ]، فهو من قبيلة غفار أفيجيء منهم اليوم منيسلم ؟ ! وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- ان الله يهدي من يشاء ) أسلم أبوذر من فوره ، وكان ترتيبه في المسلمين الخامس أو السادس ، فقد أسلم فيالساعات الأولى للاسلام
تمرده على الباطل
وكان أبو ذر -رضي الله عنه- يحمل طبيعة متمردة ، فتوجه للرسول -صلىالله عليه وسلم- فور اسلامه بسؤال يا رسول الله ، بم تأمرني ؟) فأجابه الرسول ترجع الى قومك حتى يبلغك أمري ) فقال أبو ذر والذي نفسي بيده لا أرجع حتىأصرخ بالاسلام في المسجد ) هنالك دخل المسجد الحرام ونادى بأعلى صوته أشهدأن لا اله الا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ) كانت هذه الصيحة أول صيحة تهزقريشا ، من رجل غريب ليس له في مكة نسبا ولا حمى ، فأحاط به الكافرون وضربوهحتى صرعوه ، وأنقذه العباس عم النبي بالحيلة فقد حذر الكافرين من قبيلته اذاعلمت ، فقد تقطع عليهم طريق تجارتهم ، لذا تركه المشركين ، ولا يكاديمضي يوما آخر حتى يرى أبو ذر -رضي الله عنه- امرأتين تطوفان بالصنمين ( أسافونائلة ) وتدعوانهما ، فيقف مسفها مهينا للصنمين ، فتصرخ المرأتان ،ويهرولالرجال اليهما ، فيضربونه حتى يفقد وعيه ، ثم يفيق ليصيح -رضي الله عنه- مرةأخرى أشهد أن لا اله الا الله وأشهد أن محمدا رسول الله )
اسلامغفار
ويعود -رضي الله عنه- الى قبيلته ، فيحدثهم عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعن الدين الجديد ، وما يدعو له من مكارم الأخلاق ، فيدخل قومه بالاسلام، ثم يتوجه الى قبيلة ( أسلم ) فيرشدها الى الحق وتسلم ، ومضت الأيام وهاجر الرسول -صلى الله عليه وسلم- الى المدينة ، واذا بموكب كبير يقبل على المدينة مكبرا ، فاذاهو أبو ذر -رضي الله عنه- أقبل ومعه قبيلتي غفار و أسلم ، فازداد الرسول -صلى اللهعليه وسلم- عجبا ودهشة ، ونظر اليهم وقالغفار غفر اللهلها وأسلم سالمها الله ) وأبو ذر كان له تحية مباركة من الرسول الكريم حيث قالماأقلت الغبراء ، ولا أظلت الخضراء ،أصدق لهجة من أبي ذر ) غزوة تبوك
[b][b]وفي غزوة تبوك سنة 9 هجري ، كانت أيام عسرة وقيظ ،خرج الرسول -صلى الله عليه وسلم- وصحبه ، وكلما مشوا ازدادوا تعبا ومشقة ، فتلفت الرسول الكريم فلم يجد أبا ذر فسأل عنه ، فأجابوه لقد تخلف أبو ذروأبطأ به بعيره ) فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- دعوه ، فان يك في هخير فسيلحقه الله بكم ، وان يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه ) وفي الغداة ، وضع المسلمون رحالهم ليستريحوا ، فأبصر أحدهم رجل يمشي وحده ، فأخبر الرسول -صلى اللهع ليه وسلم- ، فقال الرسول كن أبا ذر ) وأخذالرجل بالاقتراب فاذا هو أبو ذر -رضي الله عنه- يمشي صوب النبي -صلى الله عليهوسلم- ، فلم يكد يراه الرسول -صلى الله عليه وسلم- حتى قال يرحم الله أبا ذر ،يمشي وحده ، ويموت وحده ، ويبعث وحده )
وصية الرسول له
[b][b]ألقىالرسول -صلى الله عليه وسلم- على أبا ذر في يوم سؤاليا أبا ذر ، كيفأنت اذا أدركك أمراء يستأثرون بالفيء ) فأجاب قائلااذا والذي بعثكب الحق ، لأضربن بسيفي ) فقال له الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( أفلا أدلك على خيرمن ذلك ؟ اصبر حتى تلقاني ) وحفظ أبو ذر وصية الرسول الغالية فلن يحمل السيف بوجوه الأمراء الذين يثرون من مال الأمة ، وانما سيحمل في الحق لسانه البتار جهاده بلسانه
[b][b]ومضى عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- ومن بعدهعهد أبو بكر وعمر -رضي الله عنهما- ، في تفوق كامل على مغريات الحياة وفتنتها ،وجاء عصر عثمان -رضي الله عنه- وبدأ يظهر التطلع الى مفاتن الدنيا ومغرياتها ، وتصبح السلطة وسيلة للسيطرة والثراء والترف ، رأى أبو ذر ذلك فمد يده الى سيفه ليواجه المجتمع الجديد ، لكن سرعان ما فطن الى وصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا الا خطأ فكان لابد هنا من الكلمة الصادقةالأمينة ، فليس هناك أصدق من أبي ذر لهجة ، وخرج أبو ذر الى معاقل السلطة والثروةمعترضا على ضلالها ، وأصبح الراية التي يلتف حولها الجماهير والكادحين ، وذاع صيته وهتافه يردده الناس أجمعين بشر الكانزين الذين يكنزون الذهب والفضة بمكاو من نار تكوى بها جباههم وجنوبهم يوم القيامة ) [b]وبدأ أبو ذر بالشام ، أكبر المعاقل سيطرة ورهبة ، هناك حيث معاوية بن أبي سفيان وجد أبو ذر -رضي الله عنه- فقر وضيق في جانب ، وقصور وضياع في الجانب الآخر ، فصاح بأعلى صوته عجبت لمن لا يجدالقوت في بيته ، كيف لا يخرج على الناس شاهرا سيفه ) ثم ذكر وصية الرسول -صلىالله عليه وسلم- بوضع الأناة مكان الانقلاب ، فيعود الى منطق الاقناع والحجة ، ويعلم الناس بأنهم جميعا سواسية كأسنان المشط ، جميعا شركاء بالرزق ، الى أن وقفأمام معاوية يسائله كما أخبره الرسول -صلى الله عليه وسلم- في غير خوف ولا مداراة ،ويصيح به وبمن معه أفأنتم الذين نزل القرآن على الرسول وهو بين ظهرانيهم ؟؟) ويجيب عنهمنعم أنتم الذين نزلفيكم القرآن ، وشهدتم مع الرسول المشاهد)،
ويعود بالسؤال أولا تجدون في كتاب الله هذه الآية :
وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَوَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ 34 يَوْمَيُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَـذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ 35 [b]فيقول معاوية لقد أنزلت هذه الآيةفي أهل الكتاب ) فيصيح أبو ذرلا بل أنزلت لناولهم ) ويستشعر معاوية الخطر من أبي ذر فيرسل الى الخليفة عثمان -رضي الله عنه- ان أبا ذر قد أفسد الناس بالشام ) فيكتب عثمان الى أبي ذر يستدعيه ، فيودع الشام ويعود الى المدينة ، ويقول للخليفة بعد حوار طويللا حاجة ليفي دنياكم ) وطلب الاذن بالخروج الى ( الربذة ) وهناك طالبه البعض برفع رايةالثورة ضد الخليفة ولكنه زجرهم قائلا والله لو أن عثمانصلبني على أطول خشبة ، أو جبل، لسمعت وأطعت ، وصبرت واحتسبت ، ورأيت ذلك خيرا لي ) فأبو ذر لا يريد الدنيا ، بل لا يتمنى الامارة لأصحاب رسول الله ليظلواروادا للهدى لقيه يوما أبو موسى الأشعري ففتح له ذراعيه يريد ضمه فقال له أبو ذرلست أخيك ، انما كنت أخيك قبل أن تكون واليا وأميرا )كما لقيه يوماأبو هريرة واحتضنه مرحبا ، فأزاحه عنه وقالاليك عني ، ألستالذي وليت الامارة ، فتطاولت في البنيان ، واتخذت لك ماشية وزرعا ) وعرضت عليهامارة العراق فقاللا والله لنتميلوا علي بدنياكم أبدا )
اقتدائه بالرسول
عاش أبو ذر -رضي الله عنه- مقتديا بالرسول -صلى الله عليه وسلم- فهو يقولأوصانيخليلي بسبع ، أمرني بحب المساكين والدنو منهم ، وأمرني أن أنظر الى من هو دوني ولاأنظر الى من هو فوقي ، وأمرني ألا أسأل أحدا شيئا ، وأمرني أن أصل الرحم ، وأمرنيأن أقول الحق ولو كان مرا ، وأمرني ألا أخاف في الله لومة لائم ، وأمرني أن أكثر من : لاحول ولا قوة الا بالله ) وعاش على هذه الوصية ، ويقول الامام علي - رضي اللهعنه - لم يبق اليوم أحد لايبالي في الله لومة لائم غير أبي ذر ) وكانيقول أبو ذر لمانعيه عن الفتوىوالذي نفسي بيده ،لو وضعتم السيف فوق عنقي ، ثم ظننت أني منفذ كلمة سمعتها من رسول الله -صلى اللهعليه وسلم- قبل أن تحتزوا لأنفذتها ) ورآه صاحبه يوما يرتدي جلبابا قديما فقال لهأليس لك ثوب غير هذا ؟ لقد رأيت معك منذ أيام ثوبين جديدين؟) فأجابه أبو ذريا بن أخي ، لقدأعطيتهما من هو أحوج اليهما مني ) قال لهوالله انك لمحتاجاليهما ) فأجاب أبو ذراللهم غفرا انكلمعظم للدنيا ، ألست ترى علي هذه البردة ، ولي أخرى لصلاة الجمعة، ولي عنزة أحلبها،وأتان أركبها، فأي نعمة أفضل مما نحن فيه؟)
وفاته
في ( الربذة ) جاءت سكرات الموت لأبي ذر الغفاري ، وبجواره زوجته تبكي ، فيسألهافيم البكاء والموت حق ؟) فتجيبه بأنها تبكيلأنك تموت ، وليسعندي ثوب يسعك كفنا !) فيبتسم ويطمئنها ويقول لهالا تبكي ، فانيسمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم وأنا عنده في نفر من أصحابه يقول : ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض ، تشهده عصابة من المؤمنين وكل من كان معي فيذلك المجلس مات في جماعة وقرية ، ولم يبق منهم غيري ، وهأنذا بالفلاة أموت ، فراقبيالطريق فستطلع علينا عصابة من المؤمنين ، فاني والله ما كذبت ولا كذبت ) وفاضتروحه الى الله ، وصدق فهذه جماعة مؤمنة تأتي وعلى رأسها عبد الله بن مسعود صاحبرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فما أن يرى وجه أبي ذر حتى تفيض عيناه بالدمع ويقولصدق رسول الله ، تمشي وحدك ، وتموت وحدك ، وتبعث وحدك )وبدأ يقص علىصحبه قصة هذه العبارة التي قيلت في غزوة تبوك كما سبق ذكره | |
|
moon face نائب المدير
عدد المساهمات : 1355 نقاط : 6353 تاريخ التسجيل : 25/05/2011 العمر : 24
| موضوع: رد: الصحابي الجليل ابو ذر الغفاري - رضى الله عنه الأربعاء يناير 30, 2013 9:50 pm | |
| بارك الله فيك
وجزاك كل خير
تقبل مرورى | |
|
محمدالعابد نائب المدير
عدد المساهمات : 658 نقاط : 5799 تاريخ التسجيل : 17/11/2011 العمر : 69 الموقع : http://alyaseen770.ahlamontada.org/
| |