بت مقتنعا أن ذلكم الشعور العجيب والذي يسمى ( الحب ) عندما يلامس قلوب البشر فإنه يترك فيها مفعول السحر ...
والبشر على اختلاف أجناسهم وأعراقهم و أديانهم يستوون فيه ..
هو شعور لا يعترف بالجغرافيا ولا حتى بالدين ..
يتجاوز حدود المحسوسات والمشاهدات لينتقل مباشرة إلى تلك المضغة التي تحوي كل المتناقضات في صدور بني آدم ...
هو شيء متعلق بالروح .. والروح من أمر ربي ..
كيمياء عجيبة لا تخضع لقوانين المنطق أو الرياضيات أو الطبيعة ..
سر مجهول من أسرار الله في خلقه .. فوق النظريات والتصورات ..
على خلفية نقاش دار بيني وبين أحد أقربائي ..
كان يبدو عليه الوجوم رغم ما عرف عنه من مرح وابتهاج ..
سألته : ما بك ؟
أجاب : الفتاة التي خطبتها ..
- ما بالها ؟
- لا أريدها .. لا أحبها ..
- لم خطبتها إذن ؟
- أهلي أصروا ..أما أنا فلا أحمل لها في قلبي أي عاطفة ..قلبي ملك لفتاة أخرى ..
- حقا ؟ من تكون ؟
- نعم ، هي زميلتي بالمؤسسة .
- هل تحبها حقا ؟
-
نعم ، أحبها كثيرا ، وبمجرد سماع صوتها يرقص قلبي طربا ، ولا أتصور كيف
سأعيش من غيرها .. حياتي من غيرها ظلام لا تشرق عليه شمس .. ألا يكفي
الظلام الذي أعيش فيه ؟ ، لن تقر لي عين ، ولن يهدأ لي بال ، ولن أسعد
بعيش إلا وهي معي ..
بدت عليه علائم الكرب والحزن العميق ، تأملته في صمت ، لم أشأ أن أستطرد معه في الكلام ...
المفاجأة يا سادة .. أن قريبي العاشق هذا ... ( أعمى )!!
والفتاة التي يحبها هي الأخرى ( عمياء ) ..!!!!
جمعتهما دار لرعاية المكفوفين ، ليجمعهما بعد ذلك شعور غريب ..
اسمه حب ..
حب ... ( أعمى )