usb206 مشرف
عدد المساهمات : 1421 نقاط : 7002 تاريخ التسجيل : 26/05/2011 العمر : 56 الموقع : ثانوية الحاج علال بن بيتور
| موضوع: قصة النبي شعيب عليه السلام الجمعة يونيو 06, 2014 8:41 am | |
|
على أرض مدين وهي منطقة بالأردن الآن كان يعيش قوم كفار يقطعون الطريق ويسلبون أموال الناس الذين يمرون عليهم ويعبدون شجرة كثيفة تسمى الأيكة وكانوا يسيئون معاملة الناس ويغشُّون في البيع والشراء والمكيال والميزان ويأخذون ما يزيد عن حقهم فأرسل الله إليهم رجلاً منهم هو رسول الله شعيب عليه السلام فدعاهم إلى عبادة الله وعدم الشرك به ونهاهم عن إتيان الأفعال الخبيثة من نقص الناس أشياءهم وسلب أموال القوافل التي تمر بديارهم فقال لهم : ( وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) وظل شعيب يدعو قومه ويبين لهم الحق فآمن به عدد قليل من قومه وكفر أكثرهم لكن شعيبا لم ييأس من عدم استجابتهم بل أخذ يدعوهم ويذكر لهم نعم الله التي لا تحصى وينهاهم عن الغش في البيع والشراء لكن قومه لم يتقبلوا كلامه ولم يؤمنوا به بل قالوا له على سبيل الاستهزاء والتهكم : ( قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ ) فرد عليهم شعيب بعبارة لطيفة يدعوهم فيها إلى الحق ( قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ) وهكذا كان نبي الله شعيب قوي الحجة في دعوته إلى قومه وقد سماه المفسرون خطيب الأنبياء لبراعته ثم قال لهم ليخوفهم من عذاب الله : ( وَيَا قَوْمِ لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ ) فأخذوا يهددونه ويتوعدونه بالقتل لولا أهله وعشيرته وقالوا له : ( قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ ) فقال لهم : ( قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ) ثم أخذ يهددهم ويخوفهم من عذاب الله إن استمروا على طريق الضلال والعصيان وعند ذلك خيره قومه بين أمرين : إما العودة إلى دين الآباء والأجداد أو الخروج من البلاد مع الذي آمنوا معه ولكن شعيبًا والذين آمنوا معه يثبتون على إيمانهم ويفوضون أمرهم لله فما كان من قومه ألا أن اتهموه بالسحر والكذب وسخروا من توعده إياهم العذاب ويستعجلون هذا العذاب إن كان حقًّا فدعا شعيب ربه قائلاً : ( رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ ) أي احكم بيننا وبين قومنا بالعدل وأنت خير الحاكمين فطلب الله سبحانه من شعيب أن يخرج هو ومن آمن معه لأن العذاب سينزل بهؤلاء المكذبين ثم سلط الله على الكفار حرًّا شديدًا جفت منه الزروع والضروع والآبار فخرج الناس يلتمسون النجاة فإذا بسحابة سوداء فظنوا أن فيها المطر والرحمة فتجمعوا تحتها حتى أظلتهم لكنها أنزلت عليهم حممًا حارقة ونيرانا ملتهبة أحرقتهم جميعًا واهتزت الأرض وأخذتهم صيحة أزهقت أرواحهم وحولتهم إلى جثث هامدة لا حراك فيها ولا حياة ونجي الله شعيبًا والذين آمنوا معه من العذاب الأليم قال تعالى : ( وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلا بُعْدًا لِمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ ).
| |
|