[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]"أحس أن
هذه نهايتي وأنني سأموت بحسرتي، الكل يكتب عني ويشوف الفيديو وما حدش مراعي
شعوري.. حسبي الله ونعم الوكيل"، كانت هذه العبارة الوحيدة التي تمكن
حمادة صابر، الرجل الذي جرد من ملابسه وضرب وسحل من قولها لنا، قبل أن يجهش
بالبكاء. أما ابنته راندا محمد صابر فاستجمعت قواها وردت بكل ثقة على
اتصال الشروق، مناشدة الرأفة بعائلتها المساعدة في استرداد كرامة والدها
التي استبيحت على مرآى العالم. .كيف هو وضع الوالد الآن؟ وهل من عناية خاصة يحظى بها في مستشفى الشرطة؟ الحالة الصحية والنفسية لوالدي في تدهور وتزداد
تعقيدا يوما بعد يوم، لا يستطيع حتى الوقوف على رجليه. غادر مستشفى الشرطة
وهو الآن بمستشفى قريب من حي المطراوي، أين نقيم. لا جديد عمليا عدا
التسجيلات الصحفية معه وإقبال الفضائيات على تصويره، عندها يقوم الجميع
بتهيئة الغرفة وتجميلها وترتيبها وبمجرد أن تغادر الكاميرا يرجع والدي مجرد
شيء من أشياء الغرفة مثله مثل سرير أو طاولة.
.هل زاره أو اتصل به أي مسؤول بعد ما حصلتم عليه من معونة "زيت وسكر وسمن" مثلما سبق وصرحت؟ لم يتصل بنا أي مسؤول ولا يسأل عنه أحد من
السياسيين الذين يتاجرون اليوم بالحادثة ويتفلسفون على القنوات. ومنذ أن
تسلمنا معونة السكر والزيت والسمن، لم يلتفت إلينا احد. ولا نريد أصلا أي
مساعدة من هذا القبيل. نريد أن يحاسب من تسببوا في هذه الحادثة المخزية وأن
نسترجع كرامتنا وأن يمضي والدنا مرفوع الرأس في الشارع. نحن فتيات في سن
الزواج وسمعتنا أصبحت على كل لسان.
. ولكن لماذا تحسون بالإهانة و ا تعرض له الوالد يجعله ضحية لا متهما؟ للأسف، محيطنا الأسري من أعمام وأخوال ثاروا ضدنا
وهاجمونا وعاتبوا والدي المريض على خروجه إلى المظاهرات. أما الناس في
الشارع فحولتنا إلى سخرية ولا يكفون عن التعليق علينا، مستهزئين بما جرى
لأبي. والدي لا يريد شيئا غير حذف الفيديو ومنع تداوله، لأنه يجرحه ويجرحنا
كلنا كعائلة.
حالتنا النفسية لا يعلم بها إلا الله، أصبحنا لا نقدر على مواجهة الناس في الشارع والاستماع إلى تنكيتهم وضحكاتهم واحتقارهم لنا.
. تقصدين أن الشارع المصري يسخر منكم بدل مساندتكم، طيب وماذا عن النشطاء السياسيين والجمعيات؟ تحولنا من ضحية إلى متهم في أعين المجتمع المصري الذي لم يرحمنا، والمفروض أن يكون صوتنا وسندنا على الظالمين.
لا أن يحول الحادثة الشنيعة إلى تسلية على الانترنت والهواتف
النقالة يتنافسون على امتلاك الفيديو الذي يصور والدي عاريا وهو يضرب ويسحل
على الأرض. للأسف نقرأ على الانترنت تعليقات من الجزائر وحتى من أمريكا
متضامنة معنا أكثر من مصريين، حتى أن أحد الشيوخ خرج في قناة يصف والدي
"بالقذر".
.ماذا جرى بالضبط يومها؟ وهل فعلا والدك كان ضمن المتظاهرين، أم كان مارا بالمكان، لأن تصريحاتكم كانت متباينة في هذه النقطة؟ أبي لم يكن واحدا من المتظاهرين ولا علاقة له
بالسياسة، وإنما كان يتفرج على ما يحدث من بعيد، بينما كان عائدا، فر من
رائحة الغاز فوقع ما وقع، وأشير إلى أن مشهد التعذيب والسحل الأكثر بشاعة
كان قبل أن تخلع ملابسه.
و الآن لازالوا يضغطون عليه وعلينا لنبرئ رجال الأمن ونلقي
المسؤولية على بعض مثيري الشغب. لن يتراجع والدي ونحن ندعمه حتى يحاسب
المسؤولون عن الحادثة البشعة، والتحقيقات لازالت جارية وبإذن الله سنسترد
حقوقنا في بلدنا الذي أصبحنا فيه غرباء بعد ما تنكر لنا أبناؤه.
. هل ستتراجعون، أم تتمسكون بطلب محاكمة المسؤولين عما لحق بوالدك؟ قد لا نحمل الرئيس مرسي المسؤولية، ولكن ما حدث وفي
عهده عار كبير ولا مبرر له. تعرية إنسان بريء وسحله وضربه جريمة لا تغتفر،
ورغم ذلك لم يلتفت إلينا الرئيس ولم يأت على ذكر ما جرى لوالدي المسكين.
أصبحنا نخشى فقدانه بسبب حالة اليأس والإحباط التي يعيشها.