( لا تحزن )
لا تحزن!
لأن الحزن يزعجك من الماضي ، ويخوفك من المستقبل ويذهب عليك يومك
لا تَحْزَنْ !
لأن الحزن يقبض له القلب ، ويعبس له الوجه وتنطفي منه الروح ،ويتلاشى معه الأمل
لا تَحْزَنْ !
لأن الحزن يسرُّ العدو ، ويغيظ الصديق ويُشمت بك الحاسد ،ويغيِّر عليك الحقائق
لا تَحْزَنْ !
لأن الحزن مخاصمة للقضاء ، وخروج على الأنس ونقمة على النعمة .
لا تَحْزَنْ !
لأن الحزن لا يردُّ مفقوداً ، ولا يبعث ميتاً ، ولا يردُّ قدراً ، ولا يجلب نفعاً .
لا تَحْزَنْ !
فالحزن من الشيطان ، والحزن يأس جاثم وفقر حاضر ،وقنوط دائم وإحباط محقق وفشل ذريع.
لا تَحْزَنْ !
لأن القضاء مفروغ منه ، والمقدور واقع والاقلام جفت ، والصحف طويت ،فحزنك لا يقدم في الواقع شيئاً ولا يؤخر .
لا تَحْزَنْ !
على ما فاتك ، فإنه عندك نعماً كثيره ، فكِّر في نعم الله الجليلة ،وفي
أياديه الجزيلة ، وأشكره على هذه النعم ،قال تعالى " وإن تعدوا نعمة الله
لا تحصوها ".
لا تَحْزَنْ !
من كتابة أهل الباطل والعلمانية في الصحف والمجلات والجرائد ،فذاك غثاء كغثاء السيل ولكن قل " موتوا بغيظكم ".
لا تَحْزَنْ !
من نقد أهل الباطل والحساد ، فإنك مأجور من نقدهم وحسدهم على صبرك ،ثم إن نقدهم يساوي قيمتك ، ثم إن الناس لا ترفسُ كـ لـبـا ميتاً .
لا تَحْزَنْ !
وأكثر من الاستغفار ، فإن ربك غفّار" فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً
يرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم
أنهاراً ".
لا تَحْزَنْ !
فإن المرض يزول ، والمصاب يحول ، والذنب يُغفر ، والدَّيْن يُقضى ،والمحبوس يُفك ، والغائب يَقدم ، والعاصي يتوب ، والفقير يَغتني .
للشيخ عائض القرنى