نزار وته الحكم الدولي السابق والمحاضر العربي والآسيوي، شغل عضوية الاتحاد السوري لكرة القدم وكان رئيساً للجنة الحكام الرئيسية حل ضيفاً على كووورة في حوار صريح وجريء لمعرفة رأيه وتوقعاته عن المرحلة السابقة والقادمة لكرة القدم السورية التي تعيش في تخبط وارتجالية وظروف إدارية لا تحسد عليها.
كيف ترى المشهد الكروي السوري ؟
المشهد مخجل ومؤسف .. والتاريخ يعيد نفسه، فالرياضة السورية وخاصة كرة القدم تسير وفق المصالح الشخصية والتكتلات والاتحادات الكروية السابقة لم تخطط للمستقبل عبر برامج منهجية وعلمية وإنما تفكر بالسفر عبر مرافقة المنتخبات ومن يدير الاتحاد من بابه لمحرابه هو رئيس الاتحاد وأمين سره، وكل أعضاء الاتحاد دون استثناء هم كومبارس والتخبط والعشوائية هو العنوان الأبرز لعمل كل الاتحادات السابقة التي أثبتت فشلها بجهلها القوانين الدولية التي تعدل مراراً وترسل لأمين السر الذي يخفي ويظهر ما يشاء وذلك حسب مصالحة الشخصية والتعليمات التي يأخذها من رئيس الاتحاد
وماذا فعلت عندما كنت في الاتحاد السابق الذي رأسه الدكتور احمد جبان ؟
عندما أقول بأن جميع الأعضاء كانوا كومبارس، فقد كنت واحداً منهم لأن أي رئيس اتحاد كان يفكر ويخطط أولاً بتهميش الأعضاء قبل التفكير بمستقبل اللعبة وكيفية تطويرها ولكن عندما كنت قبل عامين في الاتحاد نجحت بإنشاء مصنفات للقرارات الصادرة والواردة وهذه من أولى مقومات النجاح وللأسف كانت غير موجودة، فالقرارات والتعديلات القارية والدولية كانت تأتي ويتم الرد عليها دون علم أو موافقة جميع أعضاء الاتحاد ،ووصل الفساد في الاتحادات لسرقة التجهيزات الخاصة بالحكام الدوليين فكانوا يستلموا التجهيزات وهي منقوصة، وبكل صراحة أقول بأن عمل اتحاد كرة القدم في سوريا هو عمل إنفرادي وليس مؤسسي، وهل يصدق العقل بأن الاتحاد السابق قد رشح حكام لدخول اللائحة الدولية وهم لم يقودوا سوى ثلاث مباريات في الدوري السابق.
وهل وصل الفساد إلى حكام كرة القدم في سوريا ؟
الفساد غير موجود وهنا أقصد الرشوة لبيع وشراء المباريات.. ولكن هناك ضعف وقلة خبرة من هؤلاء الحكام والسبب هو الاعتماد على حكام بعينهم في المباريات الهامة والترشيح للبطولات الخارجية وعدم تأهيل البديل المناسب وعدم دعم الحكام فهل يعقل أن ينال الحكم الدولي في سوريا مائة دولار عن المباراة الواحدة تتضمن نفقة السفر والإقامة والطعام فيما ينال الحكم في الدوري الاسباني 6000 يورو عدا عن تذكرة الطائرة والإقامة بأرقى الفنادق مع ضمان كرامته قراراته.
ورأيك بإقصاء المنتخب الأول من تصفيات كأس العالم 2014 ؟
العقوبة ليست ظالمة وهي ضمن القانون ولا شك بأن الاتحاد المنحل يتحمل كامل المسئولية وبشكل خاص رئيس الاتحاد الذي نصب نفسه مشرفاً عاماً للمنتخب ومنع أي عضو من التدخل أو الاقتراب وكأنها منطقة عسكرية وأنا شخصياً مع محاسبة كل من يتحمل المسئولية لأنه قتل أحلام وطموحات 23 مليون سوري فهل قرار الحل أعاد الأمل لهؤلاء.
وكيف ترى مستقبل كرة القدم السورية ؟
النجاح والتألق والبطولات تتحقق بتوافر المعطيات والمقومات ومن أهمها المال والمنشآت والكوادر ،وللأسف المال مفقود ومعظم الأندية السورية أعلنت إفلاسها وبدأت ببيع نجومها للدوري الأردني والعراقي وبأرقام ليست كبيرة وقبل أيام قرأت على موقعكم بأن أعلى سلطة رياضية في سوريا منحت إعانة مالية لأشهر الأندية السورية قدرها 400 دولار، أما بالمنشآت فحدث ولا حرج ويكفي أن أعطيكم مثالاً نادي الاتحاد الحلبي أكبر الأندية السورية وأكثرها جماهيرية فلا مقر لإدارته سوى غرفة واحدة لا تلبي الطموح ولا يوجد قاعة للفريق الأول حيث يجتمعون تحت مدرجات ملعبه التدريبي المتواضع ومنشأته غير مسجلة بإسمه ، أما الكوادر الرياضية فنحن أقل دولة عربية بالتمثيل العربي والقاري والدولي حيث لا يوجد لدينا ممثلين في اللجان الاتحاد العربي والآسيوي والدولي والسبب بذلك جهابذة كرة القدم السورية التي تتعمد قتل كل الكفاءات حتى لا تنافسها في الجلوس على كرسي الاتحاد وحتى نتفاءل يجب أن نطبق الاحتراف بشكل علمي وعملي فالاحتراف الموجود في الدوري السوري بالإسم فقط حيث اللاعبون هواة رغم قبضهم للمال والإدارات هاوية وتعمل بشكل عشوائي والاتحاد فاسد فكيف نتفاءل للمستقبل بدون احتراف الجميع ودعم مالي كبير من الحكومة سنبقى نتقدم للوراء
هل تتحدث لأنك خارج المسرح الكروي ؟
أتحدث من قلب محروق لأني سوري والسوريين يعشقون وطنهم وما حدث من إقصاء المنتخب أساء لكل سوري ولذلك أتمنى أن تكون الانتخابات القادمة للاتحاد مختلفة ،حيث يتم انتخاب رئيس الاتحاد مع قائمته حتى يتحقق الانسجام بينهم.