الإنسان و الميتافيزيقيا
من أهم المزايا التي تميز البشر هي ارتباطهم بالميتافيزيقيا – ما وراء الطبيعة- فما ميزات هذا الارتباط ؟ و بم يؤثر في حياة الإنسان؟ و هل يمكن العيش دونه؟ وغيرها من الأسئلة التي تراود العديد منا.....
الإنسان و منذ نشأته الأولى و هو يبحث في الطبيعة و في نفسه عن الأجوبة للعديد من الأسئلة التي لم يتمكن الإجابة عليها بنفسه فكان لابد له من اللجوء إلى الفوطبيعة أي اللجوء إلى مستو وجودي أعلى منه ... فلإنسان في داخله غير قادر على الإجابة عما يعتريه من حالات الألم و السعادة و...الخ.
لعل الجوانب الأكثر انعكاساً لهذا اللجوء على حياتنا هي الأخلاق و الفن المبدع...
فلو بحثنا في داخل كل منا لأدركنا و علمنا بأنه لا سبيل لنهضة المجتمعات أو تطورها أو حتى مجرد قيامها ما لم تكن قائمة على الأخلاق بالدرجة الأولى, فبه وحده يمتثل البشر إلى محاكمات ذاتية ضميرية هي التي تحده عن الفعل القبيح و تبعث فيه الرغبة لفعل المليح ....
و بالأخلاق يتمكن الانسان من تحمل الآلام و الأفراح و تلبية متطلباتها في سبيل تفضيل المجتمع على الانسان الفرد و به تربط رغباتنا و شهواتنا بالمعايير الاجتماعية لا الطبيعية .....و دون هذه المنعكسات الميتافيزيقية الأصل لتحولنا إما إلى بشر آليين أو حيوانات ذكية ...لا أكثر...
و كذلك يمثل الفن و الابداع و الابتكار الساحات و الميادين التي تعبر عن مكنونات النفس البشرية ...فالحضارات و المجتمعات القديمة وصلت إلينا من خلال تحويل الأفكار و المعتقدات الميتافيزيقية في تلك الحقبة إلى رسومات و إبداعات نقشت في قلب الكهوف ....
أوليس الشعر و الرسم و النحت و الآداب و غيرها من مضامير الفن في المجتمعات بصورة عامة هي صورة للثقافة الميتافيزيقية الراسخة في أذهاننا منذ آلاف السنين...؟!!! فالفن عنصر تكويني ميتافيزيقي أساسي للمجتمعات.....
و بذلك نجد أنه الميتافيزيقيا ليست مجرد ارتباط بالمدارس الفكرية و في مقدمتها الدينية كما يخطئ البعض و يعتقد, فهي مرتبطة ارتباطاً بالمجتمع و تكوينه..... ولابد من الانتباه إلى أنه لا يجدر بالإنسان أن يرتبط بها تماماً إلى حد التعصب و لا تفنيدها و إظهارها على أنها مجرد خرافات و كلام عبثي............
المصدر : شبكة عفرين للأخبار
بقلم : Bêrîvan
نعم للديمقراطية الأخلاقية