قصة قارون وربطها بواقعنا الان فى مصر...
موقع القصة في القرآن الكريم:
قال
تعالى: {إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ
وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ
بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ
إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (76) وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ
...اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا
وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي
الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77) قَالَ إِنَّمَا
أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ
أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً
وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ (78)
فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ
الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ
إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (79) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ
وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا
يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ (80) فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ
الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ
وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ (81) وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا
مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ
لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَن مَّنَّ اللَّهُ
عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (82)
تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ
عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِين}.
القصة:
يروي
لنا القرآن قصة قارون، وهو من قوم موسى. لكن القرآن لا يحدد زمن القصة ولا
مكانها. فهل وقعت هذه القصة وبنو إسرائيل وموسى في مصر قبل الخروج؟ أو
وقعت بعد الخروج في حياة موسى؟ أم وقعت في بني إسرائيل من بعد موسى؟ وبعيدا
عن الروايات المختلفة، نورد القصة كما ذكرها القرآن الكريم.
يحدثنا
الله عن كنوز قارون فيقول سبحانه وتعالى إن مفاتيح الحجرات التي تضم
الكنوز، كان يصعب حملها على مجموعة من الرجال الأشداء. ولو عرفنا عن مفاتيح
الكنوز هذه الحال، فكيف كانت الكنوز ذاتها؟! لكن قارون بغى على قومه بعد
أن آتاه الله الثراء. ولا يذكر القرآن فيم كان البغي، ليدعه مجهلا يشمل شتى
الصور. فربما بغى عليهم بظلمهم وغصبهم أرضهم وأشياءهم. وربما بغى عليهم
بحرمانهم حقهم في ذلك المال. حق الفقراء في أموال الأغنياء. وربما بغى
عليهم بغير هذه الأسباب.
ويبدو أن العقلاء من قومه نصحوه بالقصد
والاعتدال، وهو المنهج السليم. فهم يحذروه من الفرح الذي يؤدي بصاحبه إلى
نسيان من هو المنعم بهذا المال، وينصحونه بالتمتع بالمال في الدنيا، من غير
أن ينسى الآخرة، فعليه أن يعمل لآخرته بهذا المال. ويذكرونه بأن هذا المال
هبة من الله وإحسان، فعليه أن يحسن ويتصدق من هذا المال، حتى يرد الإحسان
بالإحسان. ويحذرونه من الفساد في الأرض، بالبغي، والظلم، والحسد، والبغضاء،
وإنفاق المال في غير وجهه، أو إمساكه عما يجب أن يكون فيه. فالله لا يحب
المفسدين.
فكان رد قارون جملة واحد تحمل شتى معاني الفساد {قَالَ
إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي}. لقد أنساه غروره مصدر هذه
النعمة وحكمتها، وفتنه المال وأعماه الثراء. فلم يستمع قارون لنداء قومه،
ولم يشعر بنعمة ربه.
وخرج قارون ذات يوم على قومه، بكامل زينته،
فطارت قلوب بعض القوم، وتمنوا أن لديهم مثل ما أوتي قارون، وأحسوا أنه في
نعمة كبيرة. فرد عليهم من سمعهم من أهل العلم والإيمان: ويلكم أيها
المخدوعون، احذروا الفتنة، واتقوا الله، واعلموا أن ثواب الله خير من هذه
الزينة، وما عند الله خير مما عند قارون.
وعندما تبلغ فتنة الزينة
ذروتها، وتتهافت أمامها النفوس وتتهاوى، تتدخل القدرة الإلهية لتضع حدا
للفتنة، وترحم الناس الضعاف من إغراءها، وتحطم الغرور والكبرياء، فيجيء
العقاب حاسما {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ} هكذا في لمحة خاطفة
ابتلعته الأرض وابتلعت داره. وذهب ضعيفا عاجزا، لا ينصره أحد، ولا ينتصر
بجاه أو مال.
وبدأ الناس يتحدثون إلى بعضهم البعض في دهشة وعجب
واعتبار. فقال الذين كانوا يتمنون أن عندهم مال قارون وسلطانه وزينته وحظه
في الدنيا: حقا إن الله تعالى يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويوسع عليهم،
أو يقبض ذلك، فالحمد لله أن منّ علينا فحفظنا من الخسف والعذاب الأليم.
ولو
تاملنا فى تلك القصة القرانية نجد انها تتكرر ولكن مع اختلاف الشخصيات
وطريقة العقاب ..فنجد فى مصر فى تلك الاونة الاخيرة اناس بلغوا من العزة
والمنصب والجاه والغرور مالم يصله بشر حتى ظننا ان لا عقاب لهم فى الدنيا
او ظننا اننا لن نعيش لنرى فى هؤلاء يوما , والحمد لله اننا عشنا لنرى ذلك
اليوم الناصع البياض لنا جميعا الشديد السواد لهؤلاء الظلمة الذين امتصوا
دماء شعبنا واكلوا لحومنا وتركونا عظاما بالية مفتتة
اللهم احفظ مصر
وأهلها من الفتن ما ظهر منها وما بطن .. اللهم عليك بكل من أراد بمصر
وأهلها وشعبها بسوء .. اللهم عليك بكل ظالم جبار يعيث في الأرض فسادا ..
اللهم وحد أهل مصر وشعبها واجمعهم على أتقى قلب رجل منهم واحفظهم من كل سوء
.. اللهم أظهر الحق وأيده بجنودك يا رب العالمين .. اللهم انصر الإسلام
وأعز المسلمين .. اللهم عليك بكل من قتل مسلما عمدا وسفك دمه أو شارك في
ذلك اللهم عليك بكل من استباح اموالنا واعراضنا .. اللهم عليك بهم جميعا
فانهم لا يعجزونك...
اللهم آميـــــــــــــــــن