إن أهم عنصر في استمرار الحياة الزوجية لكلا الزوجين هو توفر عناصر أربعة ولعل أهمها:
أولها: الأمن النفسي للمرأة والثقة والتقدير للرجل.
ثانيها:
هو وجود طريقة آمنة للتحاور ولإخراج المشاعر، وكذلك للتعبير عن الغضب، أما
إن اختفت أو تزعزعت تلك المقومات فإن الخلاف الأسري سيظهر وهنا قد يصاحبه
مع الأسف استخدام العنف، والذي هو أمر غير مستحب في ديننا الإسلامي، فقد
ورد عن معلمنا ومرشدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ولا يضرب
خياركم" أي إن الأخيار من أمة محمد لا يستخدمون الضرب، وخاصة المبرح منه في
حل خلافاتهم الزوجية.
التخطيط للضرب
وهنا سؤال يطرح نفسه ويتمثل بأنه هل يعقل أن يخطط الرجل لاستخدام الضرب ضد زوجته قبل الزواج أو عند احتدام الخلاف بينهما.
وللإجابة
عليه نقول إن أغلب الدراسات تؤكد أن الرجل الذي يستخدم الضرب والمرأة التي
تستسلم لعملية العنف ضدها من زوجها، فإنها عايشت علاقة أسرية في محيط
أسرتها أو أسرته، كان الضرب هو لغة الحوار بين أبويها على سبيل المثال أو
أحد أفراد أسرهم، ومن هنا نقول إن عملية التنشئة تلعب الدور الأكبر في سبب
حدوث العنف الأسري.
ومن الأسباب الأخرى للعنف الأسري طريقة التربية التي
تربى الفرد عليها، فالزوج الذي كان أهله عنيفين معه عند احتدام الخلاف معه
نجده يسقط ذلك على زوجته، وكذلك الزوجة التي كانت لغة الصراخ والسب
والشتائم في أسرتها، نجدها تثير الزوج الأمر الذي قد يدفع الزوج لتبرير ذلك
باستخدام الضرب.
- طريقة التربية وسمات الشخصية العنيفة
وهناك سبب
ثالث يتمثل في شخصية كل من الزوجين. فكم من حالة تعاملت معها سواء للأزواج
أم الزوجات، كانت التركيبة الشخصية فيها متفاعلة مع الواقع الأسري قبل
الزواج وطريقة التربية التي جعلت منه شخصية عنيفة جسدياً إن كانت تمتلك
المقومات العضلية، أو عنيفة بلسانها عند احتدام المواقف.. وعليه يمكن تحديد
السمات العامة لكل من الرجل- وغالباً ما يكون هو العنيف وصفات المرأة،
وغالباً ما تكون هي الضحية.
صفات الرجل العنيف:
1- قلة تقدير الذات.
2- اعتمادي
3- لا يثق بالآخرين ولا بنفسه.
4- غالباً ما يكون ضحية عنف في صغره.
5- لديه صدمات وصعوبات نفسية.
6- شبه معزول اجتماعياً ونفسياً عن الآخرين.
7- حساس.
صفات المرأة الضحية:
1- شخصية سلبية ويسهل قيادتها.
2- لا تؤمن بحقها بأن تُحترم بل تعتقد أن الضرب تستحقه بسبب جهلها وخطئها، ولذا فهي تستحق الضرب أحياناً.
3- تلوم نفسها وتحقّر ذاتها لأنها تعتقد أنها سبب ثورة الرجل.
4- تعتقد أن زوجها يضربها لكي تصبح أحسن وأنه يحبها لذلك.
5- تبرر عنف زوجها وتحاول إخفاء بعض الكدمات لحمايته أملاً بصلاحه.
6- شخصيتها اعتمادية وتشعر الزوج باعتمادها عليه وأنه مهما عمل لن تتخلى عنه.
7- لديها أمل كبير جداً في أنه سوف يتغير.
8- تخشى الطلاق لأنه زّلة أعظم من الضرب.
9- اقتصادياً تعتمد على الغير.
10- تستخدم الجنس فقط كوسيلة لكسب الزوج.
11- قليلة التقدير لذاتها.
12- تعاني من اكتئاب وقلق.
إن
العنف الأسري لا يقتصر على الجانب الجسماني فقط وإنما قد يكون بأشكال وصور
مختلفة، فهناك العنف النفسي والعاطفي وهناك العنف غير اللفّظي، وهناك
العنف الاقتصادي وغير ذلك.
إن هناك من الأزواج من يرعب زوجته بالنظرة،
وهناك من يسيطر عليها عن طريق سلب راتبها، وبالمقابل هناك من الزوجات من
تستخدم العنف تجاه زوجها بسلب وتبذير ماله، والتحكم في علاقاته الاجتماعية،
وعملية خروجه ودخوله، ومن هنا نخلص إلى القول بأن القوة والتحكم لا تقتصر
على الجانب الجسدي وإنما لها صور عدة وأشكال مختلفة.
المصدر: كتاب فن احتواء الخلافات الزوجّية