في
صبيحة أحد الأيام، يستيقظ أحدهم من نومه ليُفاجأ بأن ثمة إحساساً بالخدوش
والتهيج في حلقه. وما أن يُحاول بلع ريقه، حتى يشعر بالألم في مجرى الحلق.
ويستغرق منه بلع الماء، أو قطع الطعام، وقتاً طويلاً مؤلماً، بدلاً من
الوقت القصير المُعتاد.
ألم الحلق Sore throat من الأمور الشائعة بين الناس. والشكوى منه، أحد أكثر دواعي زيارتهم للأطباء. والأسباب وراء تلك الشكوى متشعبة.
في والسؤال: ما هو المطلوب من هذا الإنسان حينما يُصاب بألم الحلق ؟
ببساطة في العبارة، المطلوب الأساسي، هو الهدوء في التفكير والصواب في التصرف.
ولكن
دعونا نراجع ما تتحدث المصادر الطبية عنه في جانب ماهية أسباب حصول حالات
ألم الحلق، وكيف يُمكن التعامل مع هذه الحالة، حتى زوالها؟ ومتى على
المُصاب مراجعة الطبيب ؟ وما العلاجات المتوفرة له ؟
أسباب ألم الحلق
حينما
يستيقظ المرء من نومه على ألم في حلقه، أو تبدأ المعاناة منه في أي وقت من
اليوم، فإن أول ما على الإنسان تذكره أن هناك أسباباً منطقية لحصول مثل
هذه الشكوى، بمعنى أنه لا غموض في السبب. وأن هناك وسائل عدة للتغلب على
المشكلة، لكن من غير المفيد الخلط بين تلك الوسائل.
وتشريحياً
يُقصد بالحلق، المنطقة المشتملة على كل من البلعوم pharynx والحنجرة
larynx. أي منطقة التجويف الواقعة في الخلف من الأنف والفم، وصولاً إلى بدء
فتحتي المريء والقصبة الهوائية. والحلق تجويف واسع، له جدران، وتحيط بهذه
الجدران طبقات من العضلات والأوعية الدموية والأعصاب التي في الرقبة.
وفي منطقة الحلق تُوجد اللوزتان tonsils ولحمية الأنف adenoids واللهاة uvula ولسان المزمارepiglottis . والالتهاب، المُؤدي إلى الشعور بألم في الحلق أثناء البلع أو طوال الوقت، قد يكون في أي من تلك المناطق.
ويُمكن إجمال أسباب الإصابة بحالة ألم الحلق في ثلاثة عناصر رئيسية شائعة، وعدد من الأسباب النادرة الأخرى. وهي:
الفيروسات
أغلب
حالات ألم الحلق ناشئة عن العدوى بالفيروسات. وأكثر الفيروسات تسبباً في
ألم الحلق هي الأنواع المتسببة عادة بنزلات البرد Common cold أو المتسببة
في الأنفلونزاinfluenza . وكما هو معلوم، ثمة أكثر من 200 نوع من الفيروسات
التي يُمكنها التسبب في نزلة البرد للإنسان، كما أن هناك ثلاث فصائل
رئيسية لفيروسات الأنفلونزا.
ومن المحتمل
أن يحصل ألم الحلق بمصاحبة الإصابة بفيروسات الحصبة Measles ، أو فيروسات
الجُديري المائي Chickenpox ، أو الفيروسات المتسببة في حالات مرض
«الخناق»، أو «الكريب» Croup، أو الفيروسات المتسببة في مرض «عدوى تكثّر
وحيدات النواة في الدم» Infectious mononucleosis .
وهذه الأنواع من الفيروسات، المتسببة في ألم الحلق، تتميز بأنها شديدة العدوى وسهلة الانتقال فيما بين الشخص المُصاب والشخص السليم.
وعادة
ما تدخل الفيروسات هذه إلى الجسم عبر الأنف أو الفم، عند استنشاق جزيئات
من الماء المتطايرة في الهواء والمحتوية على أي نوع من تلك الفيروسات.
ورذاذ الماء هذا هو الذي ينثره في الهواء الشخص المُصاب بالتهابات أي من
تلك الفيروسات في جهازه التنفسي العلوي، عند إهمال تغطية الفم والأنف حال
العطس أو السعال أو القهقهة بالضحك أو الكلام بصوت مرتفع.
كما
يُمكن أن تنتقل تلك الفيروسات، عندما تلتصق بالأشياء التي استخدمها شخص
مُصاب. ثم حينما يلمسها شخص سليم، لا يحرص على غسل يديه من آن لآخر قبل
ملامسة أنفه أو فمه أو عينيه، فإنها تنتقل إليه.
مثل
سمّاعة الهاتف أو لوح مفاتيح الكومبيوتر أو مقابض الأبواب أو المناشف أو
الأقلام أو غيرها. وفُرص انتقال العدوى بين الأطفال في المدارس أو أماكن
اللعب، أسهل بكثير من تلك الفُرص التي تحصل للبالغين. ولذا ما أن يُصاب طفل
في الفصل المدرسي، حتى تنتشر العدوى بين غالبية الأطفال الآخرين المشاركين
له في الفصل أو اللعب في ساحة المدرسة.
وفي
كثير من الأحيان، يُصاحب حصول حالة ألم الحلق حصول مظاهر مرضية أخرى لتلك
الالتهابات الفيروسية في الجسم، مثل العطس أو السعال أو ارتفاع حرارة الجسم
أو الإرهاق العام بالجسم أو غير ذلك من الأعراض الفيروسية العامة.
كما
أن لبعض تلك الإصابات الفيروسية علامات خاصة تُميز الإصابة بها عن الإصابة
بالفيروسات الأخرى، وهي التي تبدو للطبيب حال فحصه للمُصاب أو إجرائه
التحاليل الطبية له.
البكتيريا
هناك
عدد محدد من أنواع البكتيريا التي قد تتسبب بحالات ألم الحلق لدى عامة
الناس، أو لدى منْ يُعانون من أحد الأمراض المزمنة. وبشكل عام، احتمالات أن
تكون البكتيريا السبب وراء حصول حالات ألم الحلق، أقل من احتمالات أن تكون
الفيروسات سبب ذلك.
ومع هذا، فإن من المهم
جداً تشخيص وجود التهاب بكتيري، كسبب لألم الحلق. وتتمثل دواعي الأهمية
هذه، في ضرورة معالجة الالتهابات البكتيرية بالمضادات الحيوية للقضاء
عليها، بخلاف الفيروسات التي لا يُجدي نفعاً فيها تناول المضادات الحيوية.
والداعي
الآخر يتمثل في منع حصول تداعيات ومضاعفات هذه الالتهابات البكتيرية على
أجزاء مهمة في الجسم، نتيجة لالتهاب الحلق. مثل المضاعفات على صمامات القلب
أو الكلى أو المفاصل أو الدماغ.
كما أن من
أسباب التهاب الحلق البكتيري، بعض أنواع الميكروبات المنتقلة عبر الاتصال
الجنسي sexually transmitted disease (STD). مثل السيلان gonorrhea
والقوباء، أو ما تُعرف بالكلاميديا chlamydia. وهو ما يتطلب تشخيص الإصابة
بها ومعالجتها، حتى لو اقتصرت الإصابة على الحلق.
وتتسبب
البكتيريا «المكورة العُقَدية» أو «ستربتوكوكس» streptococcus بالتهاب
بكتيري في أنسجة البلعوم من الحلق، وكذلك في اللوزتين أو لحمية الأنف. وهو
ما يُؤدي إلى ألم مفاجئ في الحلق وصعوبة في البلع، مع ارتفاع حرارة الجسم
إلى ما فوق 38,5 درجة مئوية، وظهور بقع بيضاء أو صفراء على جدران الحلق أو
اللوزتين، والإحساس بتورم للغدد الليمفاوية في العنق.
وبالرغم
من شكوى المصاب من الصداع أو الغثيان أو القيء أو آلام في الجسم، إلا أن
من المهم ملاحظة أن هذا النوع من الالتهاب البكتيري لا تُصاحبه بالعادة
أعراض الاحتقان المصاحبة لنزلات البرد، مثل العطس أو سيلان الأنف أو انسداد
الأنف أو السعال. وبالرغم من أن هذا الالتهاب البكتيري قد يزول عن الجسم
خلال بضعة أيام، إلا أن من المهم تشخيص الإصابة به، عبر مزرعة مسحة من
الحلق.
والسبب أن البدء بالعلاج، أي بتناول
المضاد الحيوي، يحمي من حصول مضاعفات «الحمى الروماتزمية» rheumatic fever
لتلك البكتيريا على القلب أو الكلى أو المفاصل أو الدماغ، وكذلك مضاعفات
«الحمى القرمزية» Scarlet fever.
والدفتيريا
Diphtheria ، نوع آخر من البكتيريا المتسببة بحالات التهاب الحلق والألم
فيه. وهي أحد الأمراض الشديدة الخطورة على الحلق، وعلى القلب ومناطق أخرى
من الجسم.
والسبب أن حصول التهاب الحلق بها
قد يُؤذي بدرجة شديدة عملية التنفس، كما أن السموم التي تُفرزها تلك
البكتيريا قد تطال القلب وغيره من أعضاء الجسم المهمة. ولذا نجد أن اللقاح
ضد الدفتيريا، أحد العناصر ضمن منظومة برامج لقاح الأطفال.
ومن
المهم حصول تشخيص مبكر جداً للحالة، عبر رؤية الطبيب لشكل الالتهاب في
الحلق، نظراً لأن تناول المضاد الحيوي مفيد جداً عند بدايات حصول الإصابة،
بخلاف تناوله في وقت متأخر.
عوامل مُهيّجة
وهناك
عدة عوامل قد تتسبب بحالة ألم الحلق، وتغيب عن أذهان الكثيرين، ولا علاقة
لها بالفيروسات أو بالبكتيريا أو غيرهما من الميكروبات. والتعامل العلاجي
مع أي من تلك العوامل المتسببة بتهييج الحلق، مختلف تماماً عن تلك النوعية
من التعامل مع الالتهابات الميكروبية، للفيروسات أو البكتيريا أو غيرهما.
ويلعب
الجفاف، خاصة داخل حجرات المنزل، وفي غرف النوم بالذات، دوراً شائعاً في
معاناة الكثيرين من حالات ألم الحلق المتكرر، الذي قد يطول لأكثر من أسبوع،
والذي أيضاً لا يتم البتة تشخيص وجود أي نوع من الميكروبات في التسبب به.
وفي
أيام فصلي الشتاء والخريف، عادة ما يلجأ البعض إلى تدفئة غرف النوم
وغيرها. ويتسبب النوم في تلك الغرف، إلى تنفس المرء طوال الليل هواءً
جافاً. ما يجعله يستيقظ بحلق جاف مؤلم. وإذا ما أُضيف إلى هذا تأثير عامل
آخر، وهو تنفس البعض خلال النوم الليلي عبر الفم، وليس الأنف، فإن مشكلة
جفاف الحلق، وألمه، تتفاقم.
وعند انتقال
البعض إلى أماكن مغلقة بالعادة، لا يتم تنقية هوائها الداخلي وتجديده عبر
فتح النوافذ يومياً لمدة كافية، فإن العوامل المتسببة بالحساسية تتركز في
هواء الحجرات المنزلية تلك.
وثمة الكثير من
المواد المتسببة بالحساسية، كالغبار الملتصق به بقايا إخراج العثة
المنزلية، أو الأجزاء المتطايرة من أجسام الحيوانات المنزلية الأليفة، أو
الفطريات التي تستوطن تمديدات أجهزة التكيف المركزي، أو أنواع فطريات العفن
والأجزاء المتطايرة من تجمعاتها في الحمامات والمطابخ وأرضيات وجدران
الغرف، أو الوبر المتطاير من أقمشة أنواع الأثاث، أو المواد الكيميائية
المتبخرة من أصباغ الجدران أو قطع الأثاث، أو غيرها كثير من العناصر
المتسببة بالحساسية للبعض.
والتي قد تُؤدي
إلى احمرار في العينين، وسيلان في الأنف، وألم في الحلق، والعطس، والسعال
الجاف، وضيق مجاري مرور الهواء في الجهاز التنفسي، وحساسية الجلد، وغيرها
من المظاهر المرضية للحساسية.
كما يُؤدي
تلوث هواء بعض المدن والأماكن، بالمواد الكيميائية، إلى تواصل حصول حالات
ألم الحلق لدى البعض. ويظل الدخّان المنبعث من السجائر، أحد أهم أسباب تهيج
الحلق، لدى المُدخّن نفسه ولدى الساكنين معه.
ولدى البعض، هناك ما يُعرف بحالة «ارتداد أحماض المعدة إلى المريء» gastroesophageal reflux disease.
والتي
يحصل فيها درجات متفاوتة الشدة من وصول أحماض المعدة إلى الحلق والأسنان.
وهو ما يُؤدي إلى السعال الليلي والتهاب الحلق بتلك المواد الكيميائية
الحارقة وتلف الطبقات الخارجية للأسنان، ما يُسهّل تسويسها.
أسباب أخرى
وقد
يُجهد إنسان ما عضلات رقبته المغلفة للحلق. أسوة بما قد يحصل لإجهاد أي
عضلات أخرى في الجسم، كالتي في الظهر أو الساقين أو اليدين. وهو ما قد
يُؤدي إلى ألم في الحلق، وصعوبة وألم في البلع، وربما بحّة في الصوت حال
الكلام.
وهذا مما لا يتنبه له البعض حال
استخدام الكومبيوتر لفترات طويلة وبوضعيات جلوس غير سليمة، أو حال النوم
على وسائد سيئة وغير مناسبة لرأس ورقبة وكتفي الإنسان، أو النوم على
الكراسي أو في أماكن غير مناسبة لإعطاء راحة لعضلات الرقبة.
وتُسبب الإصابة بفيروس نقص المناعة، تسهيل حصول التهابات متكررة في الحلق للفيروسات والبكتيريا والفطريات.
كما
يُؤدي إلى الإصابة بفطريات الحلق، استخدام بعض المرضى لأنواع الأدوية
الخافضة للمناعة، مثل مشتقات الكورتيزون، الموجودة في مسحوق من البودرة
الدوائية المُعّدة للاستنشاق، كما في معالجة أمراض الربو والشبيهة بها في
الرئة. ويمنع حصول هذه المشكلة العمل على تنظيف الحلق، عبر الغرغرة بالماء
أو شرب كميات كافية من الماء، بُعيد استنشاق تلك الأدوية.
ومن النادر لدى عامة الناس، أن يكون ألم الحلق ناتجاً عن وجود أحد أنواع الأورام السرطانية في الحلق.
تجنب نقل العدوى للغير، عبر عدم مخالطة الأصحاء وتغطية الفم والأنف حال العطس أو السعال.
متى عليك مراجعة الطبيب للشكوى من ألم الحلق ؟
الأسباب
متعددة لحصول «ألم في الحلق». ومعالجة الحالة هذه مرتبط بنوعية معالجة تلك
الحالات. ومنها ما يتطلب مراجعة الطبيب، ومنها ما لا يتطلب ذلك. وغالبية
الحالات قد تزول أعراض ألم الحلق فيها خلال بضعة أيام، خاصة في الالتهابات
الفيروسية لأنواع نزلات البرد أو الإنفلونزا. وأحياناً قد يكون من الضروري
مراجعة الطبيب.
والعلامات التي تدل الشخص المُصاب على ضرورة مراجعة الطبيب، تشمل:
- ألم في الحلق ظهر فجأة وغير مصحوب بالأعراض المعتادة لنزلة البرد.
- ألم مفاجئ في الحلق ومصحوب بارتفاع في حرارة الجسم.
- ألم شديد في الحلق يطول لمدة تزيد عن أسبوع.
- صعوبة واضحة في التنفس أو بلع الماء والطعام.
- ارتفاع حرارة الجسم لما فوق 38,3 درجة مئوية لدى الأطفال دون سن 6 أشهر.
- ارتفاع حرارة الجسم لما فوق 39,4 درجة مئوية لدى الأطفال الأكبر سناً أو البالغين.
- تورم، مؤلم أو غير مؤلم، في الغدد الليمفاوية للعنق.
- وجود صديد أو بقع بيضاء أو صفراء في خلفية الحلق.
- طفح من البقع الحمراء على الجلد.
- استمرار بحّة الصوت أو السعال فترة تتجاوز أسبوعين.
- خروج دم مع اللعاب أو البلغم أثناء السعال.
- ظهور علامات الجفاف، مثل ضمور العينين والإعياء الشديد ونقص كمية البول.
- الاتصال المباشر ومخالطة شخص أُصيب حديثاً بالتهاب بكتيريا «ستربتوكوكس» في الحلق.
- ألم متكرر في الحلق.
- سيلان واضح، وغير معتاد، للعاب من فم الطفل.
المعالجات الدوائية لألم الحلق
غالب
حالات ألم الحلق تزول خلال بضعة أيام، ولا تتطلب بالتالي معالجة طبية
متخصصة. والسبب أن غالبية تلك الحالات ناجمة عن التهابات فيروسية، لا تُوجد
للقضاء عليها أدوية متخصصة وفاعلة. وهذا لا يعني البتة أن ليس على المُصاب
اتباع إرشادات واضحة في تخفيف تأثيرات تلك الحالة على نفسه.
والأساس
في معالجة حالات ألم الحلق، هو مراجعة العناصر التي يتطلب وجودها مراجعة
الطبيب. وعند مراجعة الطبيب على المرء إتباع إرشاداته العلاجية، وسؤاله عن
أي أمور يرى المريض فائدة للإجابة الطبية عنها.
ولتخفيف
ألم الحلق وصعوبة البلع، والأعراض المُصاحبة له، يُمكن تناول أحد أنواع
الأدوية المضادة للالتهابات والمسكنة للألم، مثل «بروفين» أو مشتقاته، أو
«فولتارين» أو أي أنواع أخرى من مجموعة الأدوية هذه.
كما
أن من المفيد، لهذه الغاية، تناول أدوية «تاينيلول» أو «بانادول» أو أي من
مشتقاتهما. ويُمكن للبالغين تناول «الأسبرين» كعقار مخفف للألم
وللالتهابات، ولكن يجب عدم إعطائه لمنْ هم دون سن ست عشرة سنة.
ويترك القرار في شأن البدء بتناول المضاد الحيوي، إلى الطبيب ونتائج معاينته للمريض ونتائج التحاليل التي قام بها.
وهناك
أسس علمية للجوء الطبيب إلى وصف المضاد الحيوي، منها ما يتعلق بحالة
المريض ومنها ما يتعلق بإزالة إمكانية أن يتسبب المُصاب بالعدوى لغيره من
الأشخاص المحيطين به. وغالباً يُصبح الشخص غير مُعد للغير بالبكتيريا، بعد
أربع وعشرين ساعة من بدء تناول المضاد الحيوي.