لؤلؤة قلب المحيط
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
لؤلؤة قلب المحيط


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  رجال ونساء أنزل الله فيهم آيات من القرآن

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
Ocean Heart
Admin
Admin
Ocean Heart


انثى
عدد المساهمات : 4923
نقاط : 12836
تاريخ التسجيل : 24/05/2011
العمر : 48

 رجال ونساء أنزل الله فيهم آيات من القرآن Empty
مُساهمةموضوع: رجال ونساء أنزل الله فيهم آيات من القرآن    رجال ونساء أنزل الله فيهم آيات من القرآن I_icon18الأربعاء مايو 25, 2011 9:47 pm

علي بن أبي طالب رضي الله عنه

{أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً لَّا يَسْتَوُونَ (18) أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلاً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (19) وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ (20)} [سورة السجدة:18-20].

أسباب نزول الآيات

قال الإمام القرطبي: قال ابن عباس وعطاء بن يسار رضي الله عنهما: نزلت هذه في علي بن أبي طالب رضي الله عنه والوليد بن عقبة بن أبي معيط، وذلك أنهما تلاحيا فقال الوحيد:
"أنا أبسط منك لساناً وأحد سناناً وأردّ للكتيبة- وروى وأملأ منك في الكتيبة حسباً".
فقال له علي: اسكت فإنّك فاسق فنزلت هذه الآية: {أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً لَّا يَسْتَوُونَ} [سورة السجدة: 18].

وذكر الزجاج والنحاس أنّها نزلت في علي وعقبة بن أبي معيط، وعلى هذا يلزم أن تكون الآية مكية، لأنّ عقبة لم يكن بالمدينة، وإنّما قتل في طريق مكة عند عودة الرسول صلى الله عليه وسلم من بدر.

ويعترض القول الآخر باطلاق اسم الفسق على الوليد وذلك يحتمل أن يكون في صدر إسلام الوليد لشيء كان في نفسه، أو لما روي من نقله عن بني المصطلق ما لم يكن (1).
حتى نزلت: {إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ} [سورة الحجرات: 6].

وقال صاحب تفسير الخازن والبغوي: "نزلت في علي بن أبي طالب رضي الله عنه والوليد بن عقبة كان بينهما تنازع وكلام في شيء".

فقال الوليد لعلي: اسكت فإنّك صبي وأنا شيخ، وإنّي أبسط منك لساناً وأحدّ منك سناناً وأشجع منك جناناً وأملأ منك حشواً في الكتيبة.
فقال علي رضي الله عنه: اسكت فإنّك فاسق. فأنزل الله هذه الآية.

وقوله: {لَّا يَسْتَوُونَ} أراد جنس المؤمنين وجنس الفاسقين (2).

وقال صاحب الدر المنثور: أخرج أبو الفرج الأصبهاني في كتاب الأغاني والواحدي وابن عدي، وابن مردويه والخطيب وابن عساكر من طرق عن ابن عباس رضي الله عنه قال: "قال الوليد بن عقبة لعلي بن أبي طالب أنا أبسط منك لساناً وأحدُّ منك سناناً. فقال له علي رضي الله عنه إنما أنت فاسق(3) فنزل قوله تعالى: {أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً لَّا يَسْتَوُونَ} [سورة السجدة: 18].



من كتاب رجال ونساء أنزل الله فيهم قرآناً
د/ عبد الرحمن عميرة

---------------------------------------------

(1) تفسير القرطبي جـ 14، ص 105- 106.
(2) تفسير الخازن والبغوي جـ 5 ص 187.
(3) تفسير الدر المنثور جـ 5 ص 177- 178.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Ocean Heart
Admin
Admin
Ocean Heart


انثى
عدد المساهمات : 4923
نقاط : 12836
تاريخ التسجيل : 24/05/2011
العمر : 48

 رجال ونساء أنزل الله فيهم آيات من القرآن Empty
مُساهمةموضوع: رد: رجال ونساء أنزل الله فيهم آيات من القرآن    رجال ونساء أنزل الله فيهم آيات من القرآن I_icon18الأربعاء مايو 25, 2011 9:48 pm

عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها


بسم الله الرحمن الرحيم

قال
تعالي:{إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا
تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ
مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ
مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ{11} لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ
الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا
إِفْكٌ مُّبِينٌ{12} لَوْلَا جَاؤُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء
فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاء فَأُوْلَئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ
الْكَاذِبُونَ{13} وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي
الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ
عَظِيمٌ{14} إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ
بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً
وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ{15} وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم
مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ
عَظِيمٌ{16} يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِن
كُنتُم مُّؤْمِنِينَ{17}} [سورة النور آيات من 11- 17].

قال الإمام أحمد رضي الله عنه:
"ذكروا
أن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: "كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج لسفر أقرع بين نسائه، فأيتهن خرج
سهمها، خرج بها رسول الله صلى الله عليه وسلم معه، فأقرع بيننا في غزوة
غزاها، فخرج فيها سهمي وخرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك بعدما
نزل الحجاب فأنا أحمل في هودجي وأنزل فيه، فسرنا حتى إذا فرغ رسول الله صلى
الله عليه وسلم من غزوته تلك وقفل، ودنونا من المدينة، آذن ليلة بالرحيل
فقمت حين آذن بالرحيل فمشيت حتى جاوزت الجيش. فما قضيت شأني أقبلت إلى رحلي
فلمست صدري، فإذا عقد لي من جذع ظفار قد انقطع فرجعت فالتمست عقدي، فحبسني
ابتغاؤه وأقبل رهط الذين كانوا يرحلونني فاحتملوا هودجي فرحلوه علي بعيري
الذي كنت أركب، وهم يحسبون أني فيه. قالت: وكان النساء إذ ذاك خفافاً لم
يثقلن ولم يغشهن اللحم، إنما يأكلن العلقة من الطعام، فلم يستنكر القوم خفة
الهودج حين رفعوه وحملوه، وكنت جارية حديثة السن، فبعثوا الجمل وساروا
ووجدت عقدي بعدما استمر الجيش، فجئت منازلهم وليس بها داع ولا مجيب، فتيممت
منزلي الذي كنت فيه، وظننت أن القوم سيفقدونني فيرجعون إليَّ، فبينما أنا
جالسة في منزلي غلبتني عيناي فنمت.

وكان صفوان بن المعطل السلمي، ثم
الذكواني قد عرس من وراء الجيش فأدلج فأصبح عند منزلي، فرأي سواد إنسان
نائم فأتاني فعرفني حين رآني وقد كان رآني قبل الحجاب، فاستيقظت باسترجاعه
حين عرفني، فخمرت وجهي بجلبابي والله ما كلمني كلمة ولا سمعت منه كلمة غير
استرجاعه حين أناخ راحلته، فوطئ على يدها فركبتها، فانطلق يقود بي الراحلة
حتى أتينا الجيش بعدما نزلوا موغورين في نحر الظهيرة، فهلك من هلك في شأني.

وكان الذي تولى كبره عبد الله بن أبي بن سلول.

فقدمنا
المدينة فاشتكيت حين قدمناها شهراً والناس يفيضون في قول أهل الإفك، ولا
أشعر بشيء من ذلك، وهو يريبني في وجعي ولا أرى من رسول الله صلى الله عليه
وسلم اللطف الذي أرى منه حين أشتكي، إنما يدخل رسول الله فيسلم ثم يقول: "
كيف تيكم؟..".
فذلك الذي يريبني ولا أشعر بالشر حتى خرجت بعدما نقهت،
وخرجت معي أم مسطح قبل المناصع- وهي متبرزنا- ولا نخرج إلا ليلاً إلى ليل
وذلك قبل أن نتخذ الكنف قريباً من بيوتنا، وأمرنا أمر العرب في التنزه في
البرية، وكنا نتأذى بالكنف أن نتخذها في بيوتنا.

فانطلقت أنا وابنة
أبي رهم بن عبد المطلب بن عبد مناف وهي أم مسطح بن أثاثة بن عبد المطلب،
وحين فرغنا من شأننا أقبلنا نحو بيتي فعثرت أم مسطح في مرطها، فقالت: " تعس
مسطح". فقلت لها: بئسما قلت تسبين رجلاً شهد بدراً؟..، فقالت: أي هنتاه
ألم تسمعي ما قال؟..، قلت: وماذا قال؟..، قالت: فأخبرتني بقول أهل الإفك
فازددت مرضاً إلي مرض، فلما رجعت إلى بيتي دخل عليّ رسول الله صلى الله
عليه وسلم فسلم، ثم قال: "كيف تيكم؟.."، فقلت له: "أتأذن لي أن آتي أبوي؟"،
قالت: "وأنا حينئذ أريد أن أتيقن الخبر من قبلهما، فأذن لي رسول الله صلى
الله عليه وسلم فجئت أبوي فقلت لأمي: "يا أمتاه لماذا يتحدث الناس به؟"،
فقالت: أي بنية هوني عليك، فوالله لقلما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها
إلا أكثرن عليها.

قال: فقلت: سبحان الله وقد تحدث الناس بها؟؟..
فبكيت تلك الليلة حتى أصبحت لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم، ثم أصبحت أبكي.
قال: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليّ بن أبي طالب، وأسامة بن زيد
حين استلبث الوحي يسألهما ويستشيرهما في فراق أهله.

قالت: فأما أسامة بن زيد فأشار على رسول الله صلي الله عليه وسلم بالذي يعلم من براءة أهله وبالذي يعلم في نفسه لهم من الود.

فقال أسامة: يا رسول الله أهلك ولا نعلم إلا خيراً.

وأما علي بن أبي طالب فقال: "يا رسول الله لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير، وإن تسأل الجارية تصدقك الخبر".

قال:
فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بريرة فقال: "أي بريرة رأيت من شيء
يريبك من عائشة؟"، فقالت له بريرة: والذي بعثك بالحق إن رأيت منها أمراً قط
أغمصه عليها أكثر من أنها جارية حديثة السن، تنام عن عجين أهلها فتأتي
الداجن فتأكله".

فقام رسول الله صلي الله عليه وسلم من يومه فاستعذر
من عبد الله بن أبي بن سلول، قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو
على المنبر: «يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل قد بلغني أذاه في أهلي،
فوالله ما علمت على أهلي إلا خيراً، ولقد ذكروا رجلاً ما علمت عليه إلا
خيراً، وما كان يدخل على أهلي لا معي».

فقام سعد بن معاذ الأنصاري
رضي الله عنه فقال: "أنا أعذرك منه يا رسول الله إن كان من الأوس ضربنا
عنقه، وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا أمرك".

قالت فقام
سعد بن عبادة- وهو سيد الخزرج- وكان رجلاً صالحاً ولكن احتملته الحمية
فقال لسعد بن معاذ: "كذبت لعمر الله لا تقتله ولا تقدر على قتله، ولو كان
من رهطك ما أحببت أن يقتل".

فقام أسيد بن حضير- وهو ابن عم سعد بن معاذ- فقال لسعد بن عبادة: "كذبت لعمر الله لنقتلنه، فإنك منافق تجادل عن منافق".

فتثاور
الحيان الأوس والخزرج حتى هموا أن يقتتلوا ورسول الله صلى الله عليه وسلم
علي المنبر، فلم يزل رسول الله يخفضهم حتى سكتوا وسكت رسول الله صلي الله
عليه وسلم.
قالت: وبكيت يومي ذلك لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم، وأبواي يظنان أن البكاء فالق كبدي.
قالت:
فبينما هما جالسان عندي- وأنا أبكي- إذ استأذن عليّ امرأة من الأنصار
فأذنت لها فجلست تبكي معي. فبينما نحن على ذلك إذ دخل علينا رسول الله صلى
الله عليه وسلم ثم جلس.
قالت: ولم يجلس عندي منذ قيل ما قيل، وقد لبث شهراً لا يوحى إليه في شأني شيء.
قالت:
فتشهد رسول الله صلي الله عليه وسلم حين جلس ثم قال: «أما بعد يا عائشة
فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنتي بريئة فسيبرئك الله، وإن كنت ألمت
بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه، فإن العبد إذا اعترف بذنبه وتاب، تاب الله
عليه».

قالت: فلما قضي رسول الله عليه وسلم مقالته، قلص دمعي حتى ما أحس منه قطرة، فقلت لأبي: أجب عني رسول الله.
فقال: والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقلت لأمي: أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقالت: والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
قالت:
فقلت وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ كثيراً من القرآن والله لقد علمت، لقد
سمعتم بهذا الحديث حتى استقر في أنفسكم وصدقتم به، فلئن قلت لكم أني
بريئة، والله يعلم أني بريئة لا تصدقونني، ولئن اعترفت بأمر والله يعلم أني
منه بريئة لتصدقني، فوالله ما أجد لي ولكم مثلاً إلا كما قال أبو يوسف:
{فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ}
[يوسف:18].
قالت: ثم تحولت فاضجعت على فراش. قالت: والله أعلم حينئذ أني
بريئة وأن الله تعالى مبرئي ببراءتي، ولكن والله ما كنت أظن أن ينزل في
شأني وحي يتلى، ولشأني كان أحقر في نفسي من أن يتكلم الله بأمر يتلي ولكن
كنت أرجو أن يرى رسول الله صلي الله عليه وسلم في النوم رؤيا يبرئني الله
بها.
قالت: فوالله ما رام رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسه ولا خرج
من أهل البيت أحد حتى أنزل الله تعالى على نبيه فأخذه ما كان يأخذه من
البرحاء عند الوحي، حتى إنه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق، وهو في يوم
شاتٍ من ثقل القول الذي أنزل عليه.

قالت: فسري عن رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو يضحك فكان أول كلمة تكلم بها أن قال: «أبشري يا عائشة أما الله عز وجل فقد برأك».
قالت:
فقالت لي أمي: قومي إليه. فقلت: «والله لا أقوم إليه ولا أحمد إلا الله عز
وجل هو الذي أنزل براءتي وأنزل الله عز وجل». {إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا
بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُم} [سورة النور:11]إلخ.

فلما أنزل الله
هذا في براءتي قال أبو بكر رضي الله عنه- وكان ينفق علي مسطح ابن أثاثة
لقرابته منه وفقره: "والله لا أنفق عليه شيئاً أبداً بعد الذي قال لعائشة"
فأنزل الله تعالي: {وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ
أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى} إلي قوله: {أَلَا تُحِبُّونَ أَن
يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [سورة النور:22].

فقال أبو بكر: "بلى والله إني لأحب أن يغفر الله لي" فرجع إلى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه، وقال: "والله لا أنزعها منه أبداً".

تم بفضل الله تعالى

كتاب رجال ونساء أنزل الله فيهم قرآناً
للدكتور/ عبد الرحمن عميرة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Ocean Heart
Admin
Admin
Ocean Heart


انثى
عدد المساهمات : 4923
نقاط : 12836
تاريخ التسجيل : 24/05/2011
العمر : 48

 رجال ونساء أنزل الله فيهم آيات من القرآن Empty
مُساهمةموضوع: رد: رجال ونساء أنزل الله فيهم آيات من القرآن    رجال ونساء أنزل الله فيهم آيات من القرآن I_icon18الأربعاء مايو 25, 2011 9:49 pm


المقداد بن الأسود
رضي الله عنه

بسم الله الرحمن الرحيم

{يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ
فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ
لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ
مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ
عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً}
[النساء: 94].


هو المقداد بن عمرو بن ثعلبة.
تختلف الآراء وتتضارب في نسبه مرة وفي حياته أخرى.
فهو عبد حبشي للأسود بن عبد يغوث تبناه قبل إسلامه واستلحقه.
وهو المقداد بن الأسود نسب إلى الأسود بن عبد غوث بن وهب بن عبد مناف. لأنه كان تبناه وحالفه في الجاهلية.
وهو المقداد بن عمرو بن ثعلبة الكندي.
من العرب الذين اشتهروا بحسن الجوار ونجدة المظلوم والدفاع عن شرف القبيلة وأمجادها.
فالتاريخ
في هذا كله لا يرجح رأياً على آخر ولكنه يطرح هذه الآراء جميعاً وكأنها
معالم لهذا البطل العملاق المقداد بن الأسود، أو المقداد بن عمرو.


أسباب نزول الآيات
أخبرنا
أبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم الواعظ، قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن
أحمد بن حامد، قال: أخبرنا أحمد بن الحسين بن عبد الجبار، قال: حدثنا محمد
بن عباد، قال: حدثنا سفيان، عن عمرو، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: لحق
المسلمون رجلاً في غنيمة له، فقال: السلام عليكم، فقتلوه وأخذوا غنيمته
فنزلت هذه الآية.
{وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ
السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}
[أي] تلك الغنيمة. رواه البخاري عن على بن عبد الله ورواه مسلم عن أبي بكر
بن أبي شيبة؛ كلاهما عن سفيان.
وأخبرنا إسماعيل، قال: أخبرنا أبو عمرو
بن نجيد، قال: حدثنا سعد بن الحسن بن الخليل، قال: حدثنا أبو كريب، قال:
حدثنا عبيد الله، عن إسرائيل، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:
مرّ
رجل من سليم على نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه غنم [له]
فسلم عليهم، فقالوا: ما مسلم عليكم إلا ليستعوذ منكم، فقاموا إليه فقتلوه،
وأخذوا غنمه، وأتوا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأنزل الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ
فَتَبَيَّنُواْ} [النساء: 94].
أخبرنا أبو بكر الأصفهاني، قال: أخبرنا
أبو الشيخ الحافظ، قال: أخبرنا أبو يحي الرازي، قال: حدثنا سهل بن عثمان،
قال: حدثنا وكيع عن سفيان، عن حبيب بن أبي عمرة، عن سعيد بن جبير، قال: خرج
المقداد بن الأسود في سرية، فمروا برجل في غنيمة له فأرادوا قتله، فقال:
لا إله إلا الله، فقتله المقداد، فقيل له: أقتلته وقد قال: لاإله إلا الله؟
ود لو فر بأهله وماله.
فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم،
ذكروا ذلك له، فنزلت: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ
فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ} [النساء:94].
وقال الحسن: إن أصحاب
النبي عليه السلام خرجوا يطوفون فلقوا المشركين فهزموهم، فشدّ منهم رجل
فتبعه رجل من المسلمين وأراد متاعه، فلما غشيه بالسنان قال: إني مسلم، إني
مسلم. فكذبه ثم أوجره بالسنان فقتله. وأخذ متاعه وكان قليلاً، فرفع ذلك إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: قتلته بعد ما زعم أنه مسلم؟ فقال: يا
رسول الله، إنما قالها متعوذاً. قال: فهلا شققت عن قلبه!، قال: لمَ يا
رسول الله؟ قال: لتنظر أصادق هو أم كاذب؟ قال: وكنت أعلم ذلك يا رسول الله؟
قال: ويك إنك إن لم تكن تعلم ذلك، إنما كان يبين عنه لسانه. فما لبث
القاتل أن مات فدفن، فأصبح وقد وضع إلى جانب قبره. قال: ثم عادوا فحفروا له
وأمكنوا ودفنوه، فأصبح وقد وضع إلى جنب قبره مرتين أو ثلاثاً. فلما رأوا
أن الأرض لا تقبله ألقوه في بعض تلك الشعاب.
قال: وأنزل الله تعالى هذه الآية.
قال الحسن: إن الأرض تجن من هو شر منه، ولكن وعظ القوم أن لا يعودوا.
أخبرنا
أبو نصر بن محمد المزكى، قال: أخبرنا عبيد الله بن محمد بن بطة، قال:
أخبرنا أبو القاسم البغوي، قال: حدثنا سعيد بن يحي الأسدي، قال: حدثني أبي،
قال: حدثنا محمد بن إسحاق عن يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن القعقاع بن عبد
الله بن أبي حدود، عن أبيه، قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في
سرية إلى إضم،قبل مخرجه إلى مكة، قال: فمر بنا عامر الأضبط الأشجعي، فحيانا
تحية الإسلام فنزعنا عنه، وحمل عليه مسلم بن جثامة، لشر كان بينه وبينه في
الجاهلية، فقتله واستلب بعيراً له ووطاء ومتيعاً كان له. قال: فأنهينا
شأننا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرناه بخبره، فأنزل الله
تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ
اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ} إلى آخر الآية.
وقال السدي: بعث رسول الله صلى
الله عليه وسلم، أسامة بن زيد على سرية، فلقي مزداس بن نهيك الصخري فقتله،
وكان من أهل "فدك" ولم يسلم من قومه غيره، وكان يقول: لا إله إلا الله محمد
رسول الله، ويسلم عليهم. قال أسامة: فلما قدمت على رسول الله صلى الله
عليه وسلم، أخبرته فقال: قتلت رجلاً يقول: لا إله إلا الله؟ فقلت: يا رسول
الله إنما تعوذ من القتل. فقال: كيف أنت إذا خاصمك يوم القيامة بلا إله إلا
الله، قال: فما زال يرددها عليّ: أقتلت رجلاً يقول: لاإله إلا الله؟ حتى
تمنيت لو أن إسلامي كان يومئذ، فنزلت: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ
إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ} الآية. ونحو هذا قال
الكلب وقتادة. ويدل على صحة الحديث الذي أخبرناه أبو بكر محمد بن الفارسي،
قال: أخبرنا محمد بن عيسى بن عمرويه قال: حدثنا إبراهيم بن سفيان، قال:
حدثنا مسلم قال: حدثني يعقوب الدورقي، قال: حدثنا هشيم، قال أخبرنا ابن
حصين، قال: حدثنا أبو ظبيان، قال سمعت أسامة بن زيد بن حارثة يحدث، قال:
بعثنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى الحرقة من جهينة فصبحنا القوم
فهزمناهم. قال: فلحقت أنا ورجل من الأنصار رجلاً منهم، فغشيناه قال: لا إله
إلا الله. قال: فكفّ عنه الأنصاري فطعنته برمحي فقتلته فلما قدمنا بلغ ذلك
النبي عليه السلام فقال: يا أسامة، أقلته بعدما قال: لا إله إلا الله؟
قلت: يا رسول الله، إنما كان متعوذاً. قال: أقتلته بعدما قال: لا إله إلا
الله؟ قال: فما زال يكررها عليّ حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم.

رجال ونساء أنزل الله فيهم قرآناً
د/ عبد الرحمن عميرة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Ocean Heart
Admin
Admin
Ocean Heart


انثى
عدد المساهمات : 4923
نقاط : 12836
تاريخ التسجيل : 24/05/2011
العمر : 48

 رجال ونساء أنزل الله فيهم آيات من القرآن Empty
مُساهمةموضوع: رد: رجال ونساء أنزل الله فيهم آيات من القرآن    رجال ونساء أنزل الله فيهم آيات من القرآن I_icon18الأربعاء مايو 25, 2011 9:50 pm

فاطمة الزهراء رضي الله عنها


قال تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً}
[الأحزاب33].

روى
الإمام أحمد بسنده عن أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال: إن رسول الله صلى
الله عليه وسلم كان يمر بباب فاطمة- رضي الله عنها- ستة أشهر إذا أخرج إلى
صلاة الفجر يقول: «الصلاة يا أهل البيت، إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس
أهل البيت ويطهركم تطهيراً»
[أخرجه أحمد3/ 259، وإسناده ضعيف علي بن زيد بن جدعان ومع ذلك فقد حسنه الترمذي(3206)].

وروى
الإمام أحمد أيضاً بسنده عن شداد بن عمار قال: دخلت على وائلة بن الأسقع-
رضي الله عنه- وعنده قوم فذكروا علياً رضي الله عنه فشتموه فشتمته معهم،
فلما قاموا قال لي: شتمت هذا الرجل..؟
قلت: قد شتموه فشتمته معهم، قال: ألا أخبرك بما رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم..؟
قلت:
بلى، قال: أتيت فاطمة رضي الله عنها أسألها عن علي رضي الله عنه، فقالت:
توجه إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم. فجلست أنتظره حتى جاء رسول الله
صلى الله عليه وسلم ومعه علي وحسن وحسين رضي الله عنهما، آخذاً كل واحد
منهما بيده، حتى دخل فأدنى عليّاً وفاطمة رضي الله عنهما، وأجلسهما بين
يديه، وأجلس حسناً وحسيناً رضي الله عنهما كل واحد منهما علي فخذه، ثم لفّ
عليهم ثوبه، أو قال كساءه، ثم تلا صلى الله عليه وسلم هذه الآية: {إِنَّمَا
يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ
وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً}
[الأحزاب33].
وقال:
"اللهم هؤلاء أهل بيتي، وأهل بيتي أحق" [أخرجه أحمد في "المسند" 4/ 107
وهو حديث صحيح لشواهده]. وقال ابن جرير بسنده عن محمد ين سيرين عن أبي
هريرة عن أم سلمة- رضي الله عنها- قالت: جاءت فاطمة رضي الله عنها إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم ببرمة لها قد صنعت فيها عصيدة، تحملها على طبق،
فوضعتها بين يديه صلى الله عليه وسلم فقال: «أين ابن عمك وابناك..؟
» فقالت- رضي الله عنها-: في البيت. فقال صلى الله عليه وسلم: ادعيهم.
فجاءت
إلى علي-رضي الله عنه- فقالت: أجب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنت
وابناك، قالت أم سلمة- رضي الله عنها-: فلما رآهم مقبلين معاً مدّ رسول
الله صلى الله عليه وسلم يده إلى كساء كان علي المنانة، فمده وبسطه وأجلسهم
عليه، ثم أخذ بأطراف الكساء الأربعة بشماله فضمه فوق رؤوسهم وأومأ بيده
اليمنى إلى ربه فقال: «اللهم هؤلاء أهل بيتي، فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم
تطهيراً»
[انظر سنن الترمذي، وتفسير ابن كثير، في تفسير الآية رقم 33 من سورة الأجزاب].

وقال
الإمام أحمد بسنده: أن أم سلمة- رضي الله عنها- حدثته قالت: بينما رسول
الله صلى الله عليه وسلم في بيتي يوماً إذ قالت الخادم: إن فاطمة
وعلياً-رضي الله عنهما- بالسدة.
قال: فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: قومي فتنحي عن أهل بيتي.
قالت:
فقمت فتنحيت في البيت قريباً، فدخل علي وفاطمة ومعهما الحسن والحسين- رضي
الله عنهم- وهما صبيان صغيران، فأخذ الصبيين فوضعهما في حجره فقبلهما،
واعتنق علياً رضي الله عنه بإحدى يديه، وفاطمة رضي الله عنها باليد الأخرى،
وقبل فاطمة وقبل علياً. وأغدق عليهم خميصة سوداء وقال: «اللهم إليك لا إلى
النار، أنا وأهل بيتي».
قالت:فقلت: وأنا يارسول الله..؟ قال صلى الله عليه وسلم: وأنت.

وقال
ابن جرير بسنده عن أم سلمة- رضي الله عنها- قالت: إن هذه الآية نزلت في
بيتي: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ
الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً} [ الأحزاب33]. قالت وأنا جالسة على
باب البيت. فقلت: يارسول الله ألست من أهل البيت؟ فقال صلى الله عليه وسلم:
«إنك إلي خير، أنت من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم»

قالت: وفي البيت رسول الله- وعلي وفاطمة والحسن والحسين- رضي الله عنهم
[هو في المسند" من طريق شهر بن حوشب 6/ 298 و 304، والطبراني(2664)و(2665)،
والطبري في تفسيره" 22/ 6.


من كتاب "رجال ونساء أنزل الله فيهم قرآناً

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Ocean Heart
Admin
Admin
Ocean Heart


انثى
عدد المساهمات : 4923
نقاط : 12836
تاريخ التسجيل : 24/05/2011
العمر : 48

 رجال ونساء أنزل الله فيهم آيات من القرآن Empty
مُساهمةموضوع: رد: رجال ونساء أنزل الله فيهم آيات من القرآن    رجال ونساء أنزل الله فيهم آيات من القرآن I_icon18الأربعاء مايو 25, 2011 9:51 pm

علي بن أبي طالب رضي الله عنه

{أَفَمَن
كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً لَّا يَسْتَوُونَ (18) أَمَّا
الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى
نُزُلاً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (19) وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا
فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا
أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنتُم
بِهِ تُكَذِّبُونَ (20)} [سورة السجدة:18-20].

أسباب نزول الآيات

قال
الإمام القرطبي: قال ابن عباس وعطاء بن يسار رضي الله عنهما: نزلت هذه في
علي بن أبي طالب رضي الله عنه والوليد بن عقبة بن أبي معيط، وذلك أنهما
تلاحيا فقال الوحيد:
"أنا أبسط منك لساناً وأحد سناناً وأردّ للكتيبة- وروى وأملأ منك في الكتيبة حسباً".
فقال له علي: اسكت فإنّك فاسق فنزلت هذه الآية: {أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً لَّا يَسْتَوُونَ} [سورة السجدة: 18].

وذكر
الزجاج والنحاس أنّها نزلت في علي وعقبة بن أبي معيط، وعلى هذا يلزم أن
تكون الآية مكية، لأنّ عقبة لم يكن بالمدينة، وإنّما قتل في طريق مكة عند
عودة الرسول صلى الله عليه وسلم من بدر.

ويعترض القول الآخر باطلاق
اسم الفسق على الوليد وذلك يحتمل أن يكون في صدر إسلام الوليد لشيء كان في
نفسه، أو لما روي من نقله عن بني المصطلق ما لم يكن (1).
حتى نزلت: {إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ} [سورة الحجرات: 6].

وقال صاحب تفسير الخازن والبغوي: "نزلت في علي بن أبي طالب رضي الله عنه والوليد بن عقبة كان بينهما تنازع وكلام في شيء".

فقال الوليد لعلي: اسكت فإنّك صبي وأنا شيخ، وإنّي أبسط منك لساناً وأحدّ منك سناناً وأشجع منك جناناً وأملأ منك حشواً في الكتيبة.
فقال علي رضي الله عنه: اسكت فإنّك فاسق. فأنزل الله هذه الآية.

وقوله: {لَّا يَسْتَوُونَ} أراد جنس المؤمنين وجنس الفاسقين (2).

وقال
صاحب الدر المنثور: أخرج أبو الفرج الأصبهاني في كتاب الأغاني والواحدي
وابن عدي، وابن مردويه والخطيب وابن عساكر من طرق عن ابن عباس رضي الله عنه
قال: "قال الوليد بن عقبة لعلي بن أبي طالب أنا أبسط منك لساناً وأحدُّ
منك سناناً. فقال له علي رضي الله عنه إنما أنت فاسق(3) فنزل قوله تعالى:
{أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً لَّا يَسْتَوُونَ} [سورة
السجدة: 18].



من كتاب رجال ونساء أنزل الله فيهم قرآناً
د/ عبد الرحمن عميرة


---------------------------------------------

(1) تفسير القرطبي جـ 14، ص 105- 106.
(2) تفسير الخازن والبغوي جـ 5 ص 187.
(3) تفسير الدر المنثور جـ 5 ص 177- 1
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mahmoudabouzeid
كبار الشخصيات
كبار الشخصيات



ذكر
عدد المساهمات : 134
نقاط : 4864
تاريخ التسجيل : 28/05/2011
العمر : 63

 رجال ونساء أنزل الله فيهم آيات من القرآن Empty
مُساهمةموضوع: رد: رجال ونساء أنزل الله فيهم آيات من القرآن    رجال ونساء أنزل الله فيهم آيات من القرآن I_icon18الأحد يونيو 26, 2011 4:56 pm

جزاكم الله كل خير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رجال ونساء أنزل الله فيهم آيات من القرآن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
لؤلؤة قلب المحيط :: المنتدى الاسلامى :: المنتدى الاسلامى العام-
انتقل الى: