شرع الله الصيا م لحكم عديدة ومن أهمها
التقوى كما قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ
الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ
تَتَّقُونَ} (183)البقرة وقال تعالى: {وتزودوا فإن خير الزاد التقوى
}[البقرة:197].الزاد هو ما يأخذ المسافر معه من متاع، وكلنا في حال سفر إلى
الله سبحانه وخير ما نتزود به لذلك اللقاء هي التقوى. مأخوذة من الوقاية
وما يحمي به الإنسان رأسه.اصطلاحا: أن تجعل بينك وبين ما حرّم الله حاجبا
وحاجزا.عرّف علي بن أبي طالب رضي الله عنه التقوى فقال: هي الخوف من
الجليل، والعمل بالتنزيل، والقناعة بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل.وسأل
عمر كعبا فقال له: ما التقوى؟ فقال كعب: يا أمير المؤمنين أما سلكت طريقا
فيه شوك؟ قال: نعم. قال: فماذا فعلت؟ فقال عمر : أشمر عن ساقي، وانظر إلى
مواضع قدمي وأقدم قدما وأؤخر أخرى مخافة أن تصيبني شوكة. فقال كعب: تلك هي
التقوى.
تشمير للطاعة، ونظر في الحلال والحرام، وورع من الزلل، ومخافة وخشية من
الكبير المتعال سبحانه.وقال طلق بن حبيب التقوى: أن تعمل بطاعة الله، على
نور من الله، ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله، على نور من الله، تخاف
عقاب الله.
قيل لأحد الصالحين: إن الأسعار قد ارتفعت. قال: أنزلوها بالتقوى.
وقد قيل: ما احتاج تقي قط.وقيل لرجل من الفقهاء : {ومن يتق الله يجعل له
مخرجا ، ويرزقه من حيث لا يحتسب} [الطلاق:3،2]، فقال الفقيه: والله، إنه
ليجعل لنا المخرج، وما بلغنا من التقوى ما هو أهله، وإنه ليرزقنا وما
اتقيناه، وإنا لنرجو الثالثة: ?ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له
أجرا? [الطلاق:5].
وينبغي أن تعلم:أنه ما من خير إلا وعلقه رب العزة سبحانه بالتقوى:ومن ذلك :
أ - تفريج الكروب:{ ومن يتق الله يجعل له مخرجا}
ب - سعة في الرزق: ويرزقه من حيث لا يحتسب [الطلاق:2]. ، أي من جهة لا تخطر
على باله. مفتاح كل خير، قال تعالى: { ولو أن أهل القرى آمنوا
واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض }
ج- قبول العمل: إنما يتقبل الله من المتقين [المائدة:27].
د- سداد في الرأي وتوفيق في النظر: إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا [الأنفال:29].
هـ- حسن العاقبة: إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين
[يوسف:90].والتقوى محلها القلب لحديث: ((التقوى ههنا التقوى ههنا ويشير إلى
صدره)) رواه مسلم.
فليست التقوى مظهرا يكون عليه العبد لحديث: ((إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسامكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم)) رواه مسلم.
أهمية التقوى :لأن التقوى هي منبع الفضائل كلها فالرحمة والوفاء والصدق
والعدل والورع والبذل والعطاء كلها ثمرات من ثمار شجرة التقوى إذا أينعت في
قلب المؤمن. لأن التقوى هي التي تصحبك إلى قبرك، فهي المؤنس لك من الوحشة
والمنجية لك من عذاب الله العظيم: (دخل علي رضي الله عنه المقبرة فقال: يا
أهل القبور ما الخبر عندكم: إن الخبر عندنا أن أموالكم قد قسمت وأن بيوتكم
قد سكنت وإن زوجاتكم قد زوجت، ثم بكى ثم قال: والله لو استطاعوا أن يجيبوا
لقالوا: إنا وجدنا أن خير الزاد التقوى). التقوى هي خير ضمان تحفظ بها ولدك
ومستقبل أبنائك من بعدك: من الشاملة قسم الزهد والرقائق.
قال تعالى{ وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا} [النساء:9].
فاتق الله في سمعك وبصرك وجميع جوارحك يـبقل الله صيامك وتكون إن شاء الله من المقبولين ((إنما يتقبل الله من المتقين ))