السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الزهرة العبقة الجميلة تجلب إليها الأنظاربل إن الأيادي لتمتد
إليها رغبة في قطافها لكن سريعا ما تتجنب الأنامل إليها خوفا من أن تدمى
لوجود الأشواك التي تصون الزهرة وتحفظها
ما أردت قوله هو أن الجمال محمود فالله جميل يحب الجمال والعين تأنف
رؤية كل قبيح فهذه فطرة جبلت عليها نفس الإنسان لكن إذا تعمقت
في داخل هذه النفس وجدت أنها تبحث عن رائحة الزهرة
عن قطرات الندى المتجمعة على أكمامها عن حبوب الطلع الموجودة بين أكنافها
إنها تبحث عن روحها عن سر تألقها عن سر جادبيتها ، إنها الأخلاق
إنها الروح السمحة إنه الجمال الباطني
فالجمال المادي ليس مقياسا أبدا وليس معيارا نحكم من خلاله على الشخص
أو على جاهزيته أو استعداده أو قدراته لأن الجمال أو المظهر الخارجي
طلاء زائف سرعان ما يذوب ليكشف عن صورة أسوء
فالجميل الحق ليس في حاجة إلى ما يزينه أو يظهره بمظهر جميل حتى يجد
لنفسه منصبا أو يحقق هدفا
أنا شخصيا أحب الجمال وأهوى رؤيته الصورة الخلابة
لكن شريطة أن تكون محاطة بهالة من الأخلاق والدّماثة مما يضفي عليها
نورا ساحرا وجمالا أخاذا علما مني أن النور الرائق الذي
يحيط بها أبقى وأدوم وأنفع وأنجع
أما إذا اجتمع الجمالان الروحي والمادي معا فحتما سنتحصل
على نموذج مثالي رائع يسبي العقول ويخطف الألباب ويأسر النفوس
هذا المعمول به والشائع عند كل من يتسم بحصافة الرأي وجودة الفكر وكل
من يحكم على الشخص من خلال صورته ومظهره فهو ناقص
غير منصف الرأي فالله لاينظر إلى صورنا ولكن ينظر إلى قلوبنا وأفعالنا
هل نؤمن فعلاً أن الجمال هو جمال الروح؟؟
أم أن الجمال الظاهري أهم ؟؟
أثار التساؤلات مقال قرأته سابقاً في صحيفه أمريكيه عن دراسه أجريت وجد
فيها أن الأشخاص الأكثر جمال أو وسامة ينالون عروض أو فرص للعمل أكثر من
غيرهم كما أن الشخص الذي يتمتع بجاذبيه المظهر أكثرمن زملائه يحصل على
ترقيات أسرع ويمكن ان يتم التغاضي عن اخطائهم في العمل اكثر من غيرهم الأقل
جاذبيه
كما أجريت الكثير من الدراسات المشابهه التي ذكر في احداها ان الطفل الوسيم يحصل على حب وحنان والديه اكثر من اشقائه
فأحب أن أعرف مواقفكم أنتم عندما تتعاملون مع الآخرين هل تتأثرون بالمظهر
الخارجي ؟؟وهل يأثر على أحكامكم تجاههم سواء سلباً أم ايجاباً؟؟