حين أراقب صوركِ وأتأملها,
يضج حنينٌ بداخلي نحوكِ استهجنه سيدتي..
لا تقوى عيناي أن أغادر أرجاء الصور,
تسعد الروح بالحوم في تفاصيلها .
لا أعرفكِ...
وأجزم أنني أبصمكِ, وشيءٌ غريب يجذبني إليكِ,
يقتل كل المسافات بيننا
والتي أراد القدر أن يحوطنا بها,
خوفاً عليكِ, فمصيري حزينٌ..
أيتها الحزينة
فكيف لحزينين أن يلتقيا
دونما أن يزيد كلاً منهما الآخر
بزخمٍ جديدٍ من الحزن.
رأيتُ قلبكِ وأبصرتُه مذ وجدتكِ,
وسرتْ لغةُ التوأمةِ بيننا دونما لقاء,
وهو قلبٌ ماسيٌ,
كانت معرفته بالنسبة لي
بمثابة كنزٍ في عالم القلوب_
ذاك العالم الذي أحاول أن أحياه _
وهو أجمل حقيقةٍ عشتها
بالرغم مما كُتب لي في زمنٍ واهمٍ.
وتمتلكني فكرةٌ غبيةٌ يا صديقتي,
بأنكِ ملاكي الحارس,
ذاك الملاك الذي تحبو إليه شكواي دون مقاومة,
وكأني اشتكي لمن كنت منها وكانت مني.
وأجدني غير منطقي.. غير مقنع لنفسي..
غير منصف لمعتقداتي ..
وأنا أحاول التسلل حولكِ
في أية لحظة هاربةٍ منكِ,
سارقاً إياها وبانياً عليها آمال كاذبات,
ولو تعلمي كم تفرحني تلك الآمال الكاذبات,
وكم تخرجني من جحيم واقعي المليء بالألم,
وآه لو تعي هذه الحقيقة روحكِ الطيبة,
عندها لحاولتي جاهدةً أن تورديها إلي
لتوفري علي عناء السرقة
لروعة ما أُبدع فيها بسببكِ .
مبعثرةٌ مشاعري تجاهكِ,
أيتها الجنوبية, وفي لحظة بوح تائهةٍ
اعترفت,
واعلم أن بوحي قاتلي لا محال,
وعليه أيفقد الظل صاحبه,
بعدما همس إليه سراً وجهراً بما لا يجوز .